بقلم الكاتبة: نداء حمزة
نطق بها عقلها وقلبها قبل لسانها "أمي لا تحبني" وأملك كل الأدلة والبراهين التي تثبت صحة ما أقول.
كيف لها أن لا تحبك وقد قرعت الأهازيج عندما أخبروها بحملها ، كيف لها أن لا تحبك وقد تحملت الآلام والمشقات تسعة أشهر ما بين ألم وإرهاق ومخاض ، كيف لها أن لا تحبك وهي التي ترقبت الساعات والأيام وهي تنتظر انتقالك من النطفة ثم العلقة ثم المضغة ، كيف لها أن لا تحبك وقد كانت أسعد امرأة عندما حملتك بين ذراعيها للمرة الأولى ، كيف لعاقل أن يصدق أن الأم لا تحب فلذة كبدها؟!
الأم تقسو لأنها تحب تضرب لأنها تحب تصرخ لأنها تحب ، وقد يراود للبعض العكس تمامًا "أنها تكره" لما لقيه من صد وجفاء.
هناك أمهات أشد مرارة من الصهباء ولكن في المقابل حبهم لأبناهم أشد التحامًا من الحديد ، والمشكلة تكمن في طريقة تعبيرهن عن مشاعرهن والبعض الآخر تكمن مشكلتهن في طبعهن الجلف ويكون غالب ومسيطر عليهن.
بعض الأبناء يسلطون أنظارهم نحو أمهاتهم متجاهلين أفعاهم المقابلة ، يكون الابن قاس جاف عاص وأخوته على عكسه تمامًا ويرى أن أمه تميل لهم بعض الشيء فيكون بذلك على مضض ويبدأ بتعداد كل حركاتها وسكناتها ، يجب أن نبدأ ونحسن من أنفسنا أولًا.
ومن واجب كل أم وأب على أبنائهم طاعتهم وعدم عصيانهم مهما كانت شدتهم وقساوتهم مالم يأمروهم بما يخالف خالقهم.
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) }
(حفظ الله والدينا ورحم الميت منهم)
سلم طرحگ غاااليتي
موضوع رائع