مقالة / ملكة فوق اﻷقذار
الكاتبه / دعاء رشيد
في بوتقة القرون اﻷخيرة ، صرخات دوت بها ظلمات اﻷيام ، وآهات ادمعت القمر حتى توارى خلف كوكبة من السحاب ، وكأنه ﻻ يريد أن يزيد في آﻵمها
تساقطت قطرات دمع بللت أناملها الناعمة ، دمعات حبست ، وصرخات كتمت ، لكنها تناثرت دون أن تزعج حتى الرمال التي افترشتها
رجعت بذاكرتها الى الوراء ، علها تجد ما يشفي غليلها
نقطة توقفت عندها سجلت ذكرياتها ، نقطة تساقطت بعدها آﻵف اﻷحﻻم .. تلك النقطة كانت » ليلة !!
ليلة سعيدة في وقتها ، لكنها تجرعت بعدها مرارة اﻷيام وجروح الزمن ؛ في تلك الليلة فقط ؛ شقت وجنتاها ابتسامة اظهرت ما تخفيه تلك الشفتان من ﻷلئ تضيء بلون القمر ، كانت سعادتها تكسو كل قطرة ماء ظهرت على جبينها ، أحست أنها ملكة فوق عرشها عندما قبلها .. في تلك اللحظة .. امتص قلبها سعادة الكون كله
لكنها هي ذات القبلة التي رمت بها على أقذار الدنيا وصارت هي واحدة منها
تلك القبلة ، جعلت من دموعها كلمات تسطر في صحائف الخائنين
بعد تلك الليلة ، خرج هو لتقبيل غيرها ، وارتمت هي في دروب خطاياها
أرسل لها القمر خيوطا بيضاء لتخيط آﻵمها وتقهر دمعاتها ، لتعود الى غرورها وكبريائها ، لتقتل بجروحها من آلمها
عادت وسقته من كأسها ، صعدت ﻷعالي الجبال وصرخت :
» أرأيت دموعي ، أرأيت نزف جروحي .. دمك لم يضمد آﻵمي ، ولم يسكت آهاتي
... لكني سقيت رمال الزمن بدم خائن .
ربي يسعدك ويوفقك
وياك يارب
أسعدتيني بمرورك
وانا بانتظار ابداعاتك