حبيبة
مقال : حبيبة الكاتبة : هاله برعي
اضطرتها ظروف الحياة للعمل باليومية فى المنازل.. أحضرتها لي إحدى صديقاتي كي تعاوني فى بعض الأعمال المنزلية، ملامحها إلى حد ما مليحة، إلى حد ما بشوشة، والأهم أنها حتى هذه اللحظة أمينة.
كانت دائما تعانى ضيق ذات اليد، وطلبات الصغار التي لاتنتهى، وأيضا كانت تشتكى كثيراً من زوجها الذي يعتمد عليها في إدارة شئون البيت.
كانت سعادتها مشروخة وهى تنتظر قدوم أول حفيد لها. كنت أتعجب لذلك! أظن أنني كنت أتلهف لقدوم هذا الطفل أكثر منها ( حيث أحب الأطفال بطريقة مرضية )
منذ خمسة أشهر جاءت حبيبة إلى الحياة، ويبدو أنها استشعرت أن وجودها في هذه الأسرة غير مرغوب فيه، فبقيت في الحضانة قرابة الشهر تصارع الضعف والوهن، ثم خرجت إلى بيت أبويها الصغيرين سناُ وغير المؤهلين بالدرجة الكافية لرعاية طفلة هزيلة غير مكتملة النمو،
هما أيضا كانا يعانيان الفقر.. الشيء الوحيد الذي لايزال يربطهما حتى هذه اللحظة هو القليل من بعض مشاعر الحب الذي أوشك على الغروب.
المهم منذ عدة أيام ماتت حبيبة ذات الشهور الخمسة، ماتت حبيبة لأنها لم تتحمل الجهل والفقر والمرض ماتت لأنه.. من السهل أن تحب، لكن من الصعب أو بمعنى أدق من المستحيل أن تتعايش مع ظروف الحياة القاسية.
ياشباب اليوم الحب وحده لايكفي لإنعاش الحياة كما يتخيل الصغار سنا وعقلاً..الحب وحده لايكفي للتأقلم مع الفقر.
أعزائي نحن في حاجة ملحة إلى التكاتف من أجل بناء جيل جديد أكثر عمقاً وعلماً، جيل يدرك جيدا ويعي بوضوح يصل إلى حد اليقين، أن كل شيء يجب أن يكون في الوقت المناسب له. حتى لانفقد حبيبه أخرى.
هالة برعى
شارك
0
0
783
06-30-1434 03:25 مساءً