أشغلني هذا السؤال كثيراً فلازمني ملازمة الظل في كل مراحل حياتي منذ أن استقل عقلي عن مرحلة التبعية التربوية والعائلية حتى استقلت ذاتي عن الفرضية والا منطقية فقضيت سنوات أبحث عن إجابة لهذا السؤال.
وما أن أسعد بإجابة ترضيني حتى ما لبثت أن أبحث عن غيرها لعدم قناعتي بها مع ما يحدث من متغيرات.
نعم هي هكذا الحياة تساؤلات وإجابات متجددة ومتغيرة، ذاتك تسبق عقلك لتبقى دائما باحثا عن نفسك حتى إن وجدتها مستريحة في مكان ما من هذا الزمان استبشرت واسترحت وما أن تأخذ نفساً عميقاً لتلتفت بعقلك فتجد ذاتك قد بدأت سباقها من جديد.
ناهيك عن ذاك الصراع المقيت الأبدي بين عقلك وقلبك بين المنطق والعاطفة بين الحياد والانحياز صراع يولد معنا ونموت به لا نعرف من منهما انتصر.
يبقى هناك أمور ثلاثة ثابتة في كل إجابة وهي في الغالب غير متغيرة إلا في حالات شاذة والشاذ لا قاعدة له وهذه الثوابت هي:
سبب الخلق والوجود وهذا جلي في قوله تعالي: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)).
الإسم وهو عنوان التعريف بك لكل من لا يعرفك.
جنسك من ذكر أو أنثى.
أما غيره فمتغير حسب الحال والمكان والزمان والاختيار والإجبار فما أن تفخر وتسعد برأي تمدح به حتى تخجل وتحزن من رأي تذم به وليس بالضرورة أن يكون الرأي من صديق أو عدو من قريب أو بعيد بل حتى رأيك أنت بنفسك حتى وأن ظهر منك الجميل فذاك الخفي بداخلك وإن لم يعرفه غيرك يبقى مؤثراً في رأيك عن شخصك والصادق فينا أصدقنا مع ربه ونفسه.
خلاصة ما سبق ...
أنظر لنفسك بما تخفيه قبل ما تظهره لتعرف حقيقة من أنت.
لا تسابق ذاتك فلن تسبقها فسباقها في الأساس مع الزمن.
اثبت على تلك الثلاث الثابتة وطور كل متغير.
اقنع أن ما أنت عليه اليوم غير ما كنت عليه بالأمس وحتما لن تكون عليه غداً.
كن وسطياً في رأيك عن نفسك، لا تجنح للإعجاب بها كثيراً فتجنح بك للخيلاء ولا تفرط في الانتقاص منها كثيراً فينقصك ما زاد فيك.
ختاماً ...
يقول الطبيب والمؤرخ الفرنسي "غوستاف لوبون"
(أنت الآن أكثر أهمية مما كنت عليه، وأقل أهمية مما ستكون عليه).
أشكرك أختي الكريمة ويشرفني أن ارتقت كلماتي الى ذائقتك.
أتفق معك فيه بلا شك فأنا لم أخرج العقل مكانه ولكني استعرضت صراعه مع القلب وان كان فيه وأوضحت ذلك*بشرح صراع المنطق مع العاطفة.
في طرحت الكثير من الصواب ولكني لم ارغب بأن أنصب نفسي حاكما على القارئ فأنا أطرح تساؤل قد أملك اجابته عن نفسي ولكني لا املكها عن الآخرين.
أرجو أن اتشرف بمتابعتك الكاملة ويسعدني جدا أي رأي أو نقد من هذا النوع.