ماذا ستفعل إذا فقدت جميع لغات التواصل وأساليبها مع الآخرين وبقيت مُعلقًا ؟ نعرف جيدا بأن اللغة هي الشيء الوحيد الذي يجعلنا ننعَمُ بالتواصل المستمر، يجعلنا أكثر سلاسة في تعاملاتنا اليومية ، نتخيل فقط بأننا لا نملك لغة يا ترى كيف سيكون تواصلنا ؟ كما أن اللوحة الرمادية تفتقد الألوان، يفتقد البعض اللغة.. لا كلام لا مشاعر تصل
نعم هم أطفال التوحد ، سأتحدث قليلا بلسان طفلٍ توحُدِيّ سأترجم بعض أحاسيسه وأنقلها لكم.. حسنًا بدايةً أنا طفلٌ صغير وهبني الله اضطرابَ التوحد ، و جعلني أفشل في علاقاتي مع الآخرين و أقربهم والديّ الذين أحبهم كثيراً، أحبكم جميعًا لكنني لا أملك أن أُعبر عن هذا الحب،أفتقدكم وبشدة لكنني لا أعلم كيف أبحثُ عنكم ولا أناديكم فـ لساني يخونُني دائما..لا تقولوا عني غريبَ أطوار،فأنا لي عالمي الخاص عالمٌ يطيرُ بي وأراه كبيرًا في عيني فإن حملتموني خارجًا عنه سأغضب كثيرًا، لا تغضبوا مني إن لم انتبه لنداءاتكم و لإحتفالاتكم ، فـ الضوضاء لا تلفِتُني و لا يتنبه إليها اهتمامي بل هي تُضايقني جدًا ، أنا أُحِبُّ نفسي لكنني لا أثِقُ بها كثيرًا ، ساعدوني في تنمية مهاراتي لأستعيدَ ثقتي بنفسي و أُسعدكم و أعبر عن نفسي، لا تُخيفوني وتُخرجوني من عالمي سريعًا فقد أقومُ بإيذاءِ نفسي دون قصد وأُسبب لكم متاعبَ كثيرة، فأنا أحبكم ولا أريدها لكم ، أنا كبقيةِ الأطفال أُحب قطع الحلوى مع الحليب و أرغب بها كثيرًا، لكنها تجعلني أُصاب بتوترٍ شديد لذلك حُرمت من اكلها ، انتبهوا لي ، فقلبي صغيرٌ جدًا لا يعي المخاطر وعقلي لايدرك نتائج سلوكي .. احموني فأنا لستُ غبيًا بل أملكُ قُدراتٍ خاصة ،أُحب أن تحترموا عالمي ، وتستجيبوا لرغباتي وجميعَ ما أُحِب ، و تقبلوا كل ما افعله حتى وإن كان غريبًا بعض الشيءِ عليكم ، لا تُقيدوا حريتي أو تحكموني في مكانٍ ما ، فأنا أشعرُ بالإحباطِ سريعًا، ابتسموا لي، خذوني إلى الحديقةِ حيثُ الهواء النقي ، أنا أملك شخصية فريدة و متميزة ، فـ لا تُقللوا من شأني و لا تُثقِلوا علي ، أنا حاضِرٌ بينكم فلا تجعلوني كالغائب هذا أنا ببساطة ، طفلٌ عنيد قلبه صغير و عالمه كبير .. أنا منكُم و مكانِي هو بينكم ، يفتقد الطفل التوحدي اللغة الأم التي نعيشُ نحن بها! دون أن نشعر بقيمتها ، يفتقد إلى تواصل كما يفتقد الاهتمام تمامًا ، هُم بيننا ولكنهم مُغيّبون! حان الوقت ليرى الناس ما تحت الملفات.. حان لهم أن يستوعبوا بأن تلك الحالات أصبحت في ازدياد مع كل سنة بأربع مرات ، أقِفُ هنا لعل ما بينَ السطور يَصِل كما أريد.
مبدعة ي روان و نترقب كل ما يخطة قلمك السيّال ❤️❤️