الوقت ضيق , لا يكفي أن أتصفح جميع التطبيقات في هاتفي الذكي أتنقل بينهم و كأنني أهرول ما بين المشرق والمغرب أقضي الساعات , و ربما طوال اليوم و أنا لا أستطيع اللحاق بكل تلك المستجدات أخبار سياسية , ثقافية , أدبية , صور , تعليقات و و و... الطريق طويلة و أنا كثيرة الالتفات صرخة تنبيه واحدة كانت كفيلة بإيقاف الزمن ابن أخي بحروفه الصغيرة يستنجدني , يقتلعني من سهوتي الطويلة ويقذفني في اليقظة قلبي يبحث عنه نظرت أقصى اليمين جسده الصغير بعينيه البريئتين و بصيرته العظيمة مستند على كفيه و أرجله تكاد تكون جزءا واحدا من شدة الالتصاق وتبدو عليه ملامح الذهول هناك شيء لا يفقه تفسيره يلتفت ببطئ نحو اليمين وتارة نحو اليسار و عينيه تزداد اتساعا كلماته تشدني للواقع من حولي انظري !! أين يذهبون ؟! أين يسكنون ؟! أين ؟! أين ؟!.. تأملته كثيرا , وهو يرقب النمل يبحث عبر مسيرها الطويل على أجوبته غفلت عنه لثواني و نظرت إلى مكانه كان قد ذهب تأملت مسير النمل , كأنه أراد إخباري برسالة عبر ابن أخي كأنه أراد أن يحدثني عن اهمالنا أنفسنا وغفلتنا بإرادتنا عن تلك الأشياء الجميلة مسير النمل , قطرات المطر , رائحة حطب الشتاء كل حياتنا وربما اهتماماتنا أصبحت مقسمة حسب أبراج الإنترنت إن نقص برج زادت نسبة الغفلة و إن علا برج نقصت نسبة وجودنا.