عاصم خالد عبدالفتاح
الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية و الاهتمام بالقضايا المجتمعية واجب على كل فرد مسلم حق , فالأمة عبارة عن مجتمعات والمجتمعات تقسم الى الأسر وصولا الى الجزء الاصغر واللبنة الأساسية ألا وهو (الفرد ), ولكل منا طريقته الخاصة في ابداء آرائه و اهتماماته في أي قضية, فالاهتمام الجاد بالقضايا هو مؤشر عالي على الوعي وحرص المسلم على رفعة شأن مجتمعه أو أمته , ولكن عندما يكون الاهتمام وابداء الرأي تجاه المجتمع كاملا أو الأمة جمعاء فهنا عزيزي القارئ تحدث الكثير من الأخطاء والتجاوزات من قبل الأفراد – بغية للإصلاح – مثل (التعميم , والتكلم من غير دراية , والسلبية والاجحاف في الرأي , وانعدام الموضوعية ,...إلخ ) وهنا سأسرد مبدأ الاهتمام ومبدأ التأثير في محاولة لنتجنب هذه الأخطاء والتجاوزات كأفراد ...
يوضح لنا ستيفن كوفي في كتابه – العادات السبع – مبدأ دائرتي التأثير والاهتمام و تأثيرها في حياة الانسان ,
ويقصد بدائرة التأثير التالي : (النطاق الذي يستطيع المرء التأثير فيه , مثل :قدرة المرء على الـتأثير في نفسه وأسرته و محيط عمله )
ويقصد بدائرة الاهتمام : (الأمور التي يهتم المرء بها ولكن يفتقد القدرة على التأثير فيها , مثل القضايا المجتمعية والسياسية والعالمية )
بعد شرح هذا المبدأ لنقف وقفة تأمل في حالنا وحال الأفراد من حولنا , فللأسف أغلب ما نجده هو أن الافراد _من أجل الاصلاح _ يتحدثون ويفكرون ويناقشون القضايا ويمارسون أساليب خاطئة كالتعميم واطلاق الاحكام بطريقة خارجة عن مدى تأثيرهم , في حين أنهم متخطين ومتناسين تغيير واصلاح أنفسهم أولا .
بالتأكيد ان القضايا مهمة ولكن هناك ماهو أهم , لأن اصلاح المرء لنفسه سبب لإصلاح المجتمع ثم الأمة , اضف الى ذلك أن الاسلام خاطب الفرد واعطاه المسؤولية قال تعالى (وكلكم ءاتيه يوم القيامة فردا ) وقال تعالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )
ومن سنن الحياة أننا نجد الأشخاص البارزين والمؤثرين في المجتمعات هم أولئك الذين أصلحوا أنفسهم وذواتهم أولا , حتى توسع نطاق تأثيرهم إلى أن شمل مجتمع أو أمة
فهل غيرنا من أنفسنا قبل حرصنا على تغييرالآخرين ؟
اختم بعبارة قد توضح الفكرة لستيف بولان : إن تغيير طريقتك في التفكير ربما لن يغير العالم كله ولكنه بالتأكيد سيغير عالمك
مقالة رائعة أخي عاصم ومزيداً من التقدم والتوفيق بإذن الله تعالى*