الكاتبة: مها الحريب
التعليم هو المقياس الحقيقي لتطور المجتمع واذا اردت ان تقيس نهضة امة ما فعليك ان تنظر للتعليم فيها وتحديدا التعليم الجامعي الذي يؤهل الافراد للمساهمة في بناء الوطن ، وفي كل بيت من بيوت الوطن فتى أو فتاة يسعى ان يتوج مشواره الدراسي الممتد لثلاث عشرة سنة بالقبول في الجامعة حتى يتمكن من تحقيق ما يصبو له من أحلام منذ الصغر
والواقع ان هذه الاحلام والطموحات يمكن ان تغتال في لحظة واحدة بمجرد رفض قبوله والحاصل ان جامعاتنا رفضت اعداد هائلة من الطلبة والطالبات رغم ارتفاع المعدلات عن الأعوام الماضية بحجة محدودية المقاعد الامر لم يتوقف عن الرفض بل ان الية التقديم بحد ذاتها مخجلة فهل تصدق عزيزي القارئ ان التقديم كان ( يدويا ) في عصر التكنولوجيا والشيء الاخر سوء التنظيم والاستقبال فقد انتظرت الطالبات في جامعة ما مثلا تحت اشعة الشمس وتحت درجة حرارة تجاوزت 40 اين القاعات المكيفة والمباني الشاسعة هل كان تنظيم استقبال عملا صعبا جدا على جامعة كبيرة بحجم تلك الجامعة وهذا حال جامعات أخرى اشتركوا في سوء الاستقبال والتنظيم
اما الادهى كان تفريق الطالبات بحريق وهمي !!!!!!
كيف يمكن وصف هذا التصرف اثارة فزع المتقدمات بحريق لتفريقهن هل تصدق ان جامعة محترمة تلجأ لمثل هذا الأسلوب الغريب مع عماد المستقبل وصناعه ناهيك عن تصريحاتهم المتكررة وتكذيبهم لعملية القبول اليدوي رغم تأكيد شهود العيان ورغم تحججهم بقلة الأماكن الا ان الطلبة غير السعوديين يقبلون دون أي شرط فلا اختبار قياس ولا غيره قبول مفتوح لا يحظى به الطالب السعودي من حق الطالب غير السعودي ان ينال حظه من التعليم في مملكتنا الحبيبة لكن العدل في المعاملة مطلب مهم وان كانت الاحقية والاولوية للطالب ابن الوطن فكما يعفى الطلاب الأجنبي من الشروط المطلوبة لابد ان يعفى كذلك الطالب السعودي وللأسف ان الجامعات عندنا تميل الى الضبابية في شرح الية قبول للسعوديين وغيرهم.
هذا باختصار كان مشهد القبول في جامعاتنا ومن يدرك ما خلف الأمور يعلم تمام العلم ان رفض هذه الاعداد الهائلة من الطلبة يشكل خطرا كبيرا على امن المجتمع فما يمكن ان تنتج البطالة لمجتمعنا وماذا نرجو من الفراغ الذي سيصيب ابناءنا ، لابد من مراجعة لسياسة القبول في الجامعات والعمل على استيعاب أكبر عدد ممكن بعيدا عن التعقيدات خصوصا ان حكومتنا لم تقصر ابدا بتوفير الدعم المالي للجامعات.
ختاما التعليم هو الحرز المتين لا بناءنا من الفراغ من مستنقع التطرف والانحراف فلابد ان نعنى به اشد العناية فهو الاستثمار الحقيقي الذي لا ينضب ابدا