الكاتب: محمد السنان
في ظل وجود هيئة مكافحة الفساد ( نزاهة )، هل تم الكشف عن أي من المسؤولين الحاليين أم السابقين الذين كانوا سببا في معاناة المواطنين إما بسوء إدارة أو فسادٍ أو خيانة للأمانة؟! دوما يقال ( من أمن العقوبة أساء الأدب )، لذلك كثيراً من قضايا الفساد التي تطفو على السطح الآن هي نتائج لسوء إدارة أو تصرف من مسؤولين سابقين، ففي غالب الأمور نتائج الفساد تأخذ وقتاً حتى تظهر سلبياتها على المجتمع، والمضحك المبكي أن المسؤول في موقع معين قد يسيء ويفسد المكان وبعد ذلك يتم نقله لموقع آخر ولا يتم محاسبته، وإنما الإشارة لمن أتى بعده بالتقصير.
دعوني أشارككم مثال من الخيال عن ما يمكن أن يحدث عندما يأمن البعض من العقوبة، في زمنٍ من الأزمنة وبمدينة مقدسة من المدن، كان هناك من يدير جانب من أمورها، وبعدما أساء الإدارة و التصرف لعام كامل تم التمديد له لعام آخر، هذا المدير قام خلال الفترة البسيطة له بعدة أمور سيئة، على سبيل المثال كان لديه رحيمين وضعهما في مناصب عدة إلى جانبه، أحدهما مدير لموقع حتى تم اعفاءه بسبب سوء الإدارة وعاقبته هيئة الرقابة في تلك المدينة المقدسة بالحرمان من العلاوة لمدة عام، وبعدها وضعه مساعدا له بكل فخر ضارباً كل ما فات عرض الحائط، و أما الرحيم الآخر أخ الأول فهو مستشاره المقرب دوماً، ومثال آخر أن يضع مديراً لأحد الإدارات الهامة لديه وهو لا زال ضمن تحقيق في اختلاس مبلغ ضخم من المال أثناء منصبه السابق!! ومثال آخر في وضع أحد مساعديه في مجال غير مجاله بشكل ظاهر للعيان مخالفاً تعليمات تلك البلاد بعدم وضع غير ذوي الاختصاص!! و مثال آخر بوضعه مديراً لإدارة هامة لديه بعد أن تم اعفائه من منصب آخر لسوء إدارته !! ولا عجب إن كان عم هذا المدير المعفى مستشار لذات المسؤول، هذه المدينة المقدسة اشتكت في الإدارة التي أدارها صديقنا المسؤول من جميع النواحي، نقص في المواقع الخاصة بالخدمة، سوء معاملة للموظفين و المراجعين، اختلاسات لا زال التحقيق فيها جاريا، تعيين للأقارب والأصحاب مخالفاً لما قاله الرسول الكريم : (( من ولى رجلاً على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله و رسوله وخان المؤمنين ))، فهذا المسؤول الخيالي قد خان الله و رسوله و المؤمنين فقد ولي من أمر تلك المدينة و أولى الأمور لذوي القربى و المودة وجلساء استراحته.
هذا مثال لما يمكن أن يفعله مسؤول ما في زمن ما إن أمن العقوبة، فما نطلبه و نحرص على الإلحاح في طلبه، من ولاة الأمر و من نزاهة و الأجهزة الرقابية والقضائية في الوطن هو ملاحقة ومحاسبة كل مسؤول يسيء و يفسد بحق الوطن، و إن ظهر فساده بعد حين، والإفصاح عن ما فعله و ما تم من معاقبة له، ليكون عظة و عبرة لغيره من المسؤولين، فبعض المسؤولين للأسف إن لم يروا عبرة فسيجعلون المواطن هو العبرة لمن يهدد فسادهم ويفضح خبثهم،*و لا زال للحديث بقية،*ويمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين.
محمد السنان
كاتب مهتم بالشأن الصحي
@5rbshatsinan