بقلم الكاتبة: نداء حمزة
المكافئ اتسعت رقعته و كثُر نسله, فأصبح التكافؤ في الهناء وفي العزاء في الهداية وفي الزيارة في الخير وفي الشر.
فمن الطبيعة المستحدثة أن تقوم بسؤال شخص ما لماذا لم تذهب لعزاء فلان من الناس؟
سيجيبك - وفي نظره أن الحجة معه – هو لم يكن يعرف طريق منزلي عندما مات والدي.
وتسأل آخر لماذا تعامل فلان بهذا القدر من الانحطاط؟
هو لم يترك كلمة أو فعل يحمل ضعة وحطة إلا رماه عليّ.
ناسين أن كل امرئ في هذه الأرض يحاسب على فعله بغض النظر عن ردة فعله بسبب الطرف الآخر.
والجزء الأصعب والأدهى والأمر. (الرفد أو الوفاء) بلغني أن فيه آليات تتبع ويجب الالتزام بها لأن مخالفتها تعتبر جريمة يعاقب عليها الشعب.
ينص القانون رقم 1 بأنه إذا تم إحضار لك مبلغ مساوي للمبلغ الذي قمتِ بإحضاره من قبل فهذا يعني أنها لا ترغب بالزيادة وسيصبح بينكم المبلغ ثابت ولن يزيد حتى هللة واحدة حتى يلج الجمل في سم الخياط.
وينص القانون رقم 2 بأنه إذا أحضرت لك مبلغ يزيد عن المبلغ الذي قمتِ بإحضاره من قبل فهذا يعني أنكم ستستمرون بالصعود إلى القمم إلى يوم يبعثون.
وينص القانون رقم 3 بأنه الويل ثم الويل ثم الويل لمن تحضر مبلغ أقل من المبلع الذي حصلت عليه فهذا يعني بأنها لا تبالي بالعلاقة التي تجمعهم وهي في غنى تام عنها وستنعت بالبخل والشح وستخرج من الملة بسبب فعلتها المشينة.
وينص القانون رقم 4 بأنه يجب كتابة الاسم بالكامل على المبلغ المهدى وقد يصل إلى الجد السابع إذا أمكن ذلك وربما يصل إلى وضع بصمة اليد وذلك لحفظ الحقوق.
لا أعلم هل أضحك أم أبكي مما بلغني, وأكثر ما يؤسفني هو التكافؤ في العزاء. و هو في الأصل الغرض منه المواساة والمؤازرة والرفد الغرض منه المساعدة المادية لما يحمله المستلم من مشقة في التكاليف, ولكن أخرجوهم عن مفهومهم الأساسي.
ماذا لو احتسبنا كل الذي سبق لوجه الله ووضعناه في موضعه الحقيقي ؟!
هناك امرأة معطاءة لأبعد الحدود ولكن لم يتوقف عطائها رغم التقصير من الأطراف الأخرى ولكنها تعطي لوجه تعالى ليس لفلان أو لغيره, و وقفوا أمامها الكثير ليدفعوها عن هذا الطريق بحجة خوفهم عليها من شرار الخلق, ولكنها لم تكترث للعوائق و مازالت مستمرة في طريقها.
ولا ننسى حديث رسولنا الكريم عن المكافئ في الوصل ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصل) رواه البخاري
تقبلي مروري ودمتي بود ..