هم العقد الثمين الذي مهما حاولت أن تميل أو تحيل عنه تتراجع وتتذكر أنك قد أخذته وملكته بأغلى الأثمان " هم صفوة..هم عزوة لك ، عند شدائدك ومحنك وكربك " . يحزنون عندما تحزن ويفرحون عندما تفرح ، يبكون لفقدك يمسكون بيدك لإخراجك من وحل الانتكاسات " في آخر الليل يطرقون باب المولى بالدعاء لك بأن يسعدك ربك في الدارين " .
إذا أردت ان تسأل عنهم فهم (( صحبتك في الله )) ، هذه الصحبة التي لطالما ظل يبحث عنها الآباء قبل الأبناء لمحاولة إقامة أبنائهم على المبادئ الصحيحة قبل أن تأتي عواصف الجهل التي توقع أبنائهم في الوحل " .
يصحبونك لينيروا لك مبادئ الأخلاق وأنقاها ويجعلونك تتبصر في أمور دينك وكتاب ربك وسنة نبيك ، فوا أسفاه عندما ترى أبناء أمتنا لا يكادون يعرفون أحكام بديهية في دينهم ، ولا يعرفون سنناً أساسية عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والبعض منهم لا يعلم ما الصواب من الخطأ ، فتجده يحاول الرد في أمور دينية وهو لا يكاد يتم صلاته إلا كما " يحفر نقار الخشب بيته " .
ومن الصحبة الصالحة من يشد يدك بيده ويربط عزمك بعزمه ، فتجده يحاول حل مشكلاتك حتى ولو لم يخبرك بذلك فالصحبة الصالحة هم أجساد تحوي قلباً واحداً ، يقوم على أسس " التعاون والتراحم والحب في الله " ، عكس ما قد تجده من الصحبة السيئة !! ، التي تقوم أساساتهم على التصنع ، والنفاق ، فتجدهم مجرد أن تصيبك ضائقة ، إلا وهم يتنافرون من حولك " كتنافر النمل من قطرات الماء " .
وقد رأينا ممن أنعم الله عليهم بحسن الصحبة وهم على مشارف قبورهم إذ لم يمكث ليدعوا لهم غير صحبتهم الصالحة ، فوالله إننا لنغبط الكثير والكثير من الناس ممن رزقهم الله الصحبة الصالحة ، ووالله إننا لنعزي من اسقط نفسه في وحل صحبة السوء التي لا تنفع ، وقد تضر من وقع فيها .
وأنا أنصح جميع الآباء والمربين وجميع الشباب والفتيات بأن ينتقوا صحبة الخير التي تقوم مبادئهم على كتاب ربهم ، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأقرب ما يكونون إليك في حلق تحفيظ القرآن الكريم فالزمهم .
وفقك ربي دوماً ..