وجدي محمد السعدي
الضمير هو المؤشر الحقيقى الذى يميز بين الخير والشر فدائما تجد نفسك فى هذا الحرب , تجد هذا النداء الخفى من داخلك يحاسبك ويوجهك فتتراجع عن الخطأ وتعتذر, يذكرك بالماضى ويجعلك تخشى المستقبل فنحن للأسف نعيش في أزمة ضميرمن جميع حياتنا من مدرس لا يعطى الطالب حقه و العامل لا يعطى العميل حقه و الجار لا يعطى جاره حقه حتى فى قيادة السيارات لا نعطى الطريق حقه.
نعم إننا نعيش فى زمن الضمير للبيع وباأرخص الأسعار فتجد الأنانية والطمع وطريقة تعامل الناس مع بعضهم البعض حتى أصبحنا نضحك من أصحاب الضمير فعندما يختل الضمير اختلت الحياة وأصبحت أكثر صعوبة وقسوة, نعيش فى صراع مع الناس وقد يكون خفى مع أنفسنا فنكذب على أنفسنا ونصدق هذه الكذبة وندافع عنها ونخسر الآخرين لسبب بسيط وهو الغرور والتكبر الذى جعلنا لا نعترف بالخطأ ولا نتقبل نقد الآخرين.
فالضمير الإنسانى هو المحرك لتصرفات الناس وهو يتحكم فى صفاء هذا الضمير ومن عوامل كثيرة أهمها التربية والوسط المحيط , وعوامل التأثير الخارجى مثل الإعلام بجميع أنواعه , ومواقع التواصل الاجتماعى , والظروف التى يتعرض لها الإنسان سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وأخيرا التكوين النفسى من ثقافة وفنون.
وعندما نتحدث عن دور هذا الضمير وكيفية التعامل مع الأفراد بعضهم بعضا ستجد هناك أزمة كبيرة ستجد من يبيع ضميره لينتصر عليك بسموم أفكاره وأيضا ستجد العقول قد تحجرت وفقدت خاصية التفكير مثل قطعه الإسفنج التى امتلات بالماء , وعند الضغط عليها سوف تملأ وجهك بالماء لأنها ممتلئة ولم يعد لديها القدرة على امتصاص او قبول اى فكرة تماما مثل ما نراه حاليا يحدث فى البرامج الحوارية فتجد قلب للحقائق والثوابت فيتحول الحوار إلى مصارعة فى الالفاظ البذيئة واحيانا تتطور إلى اشهار الحذاء فى وجه الطرف الاخر.