ديزني وأطفالنا!!
ماذا حدث لليلى والذئب؟ لماذا تحبس الجدة في الخزانة بدل أن يأكلها الذئب؟ لماذا يُنفى الذئب من الغابة بدل أن يشق الصياد بطنه ويرميه في البئر؟ لطالما امتلأت قصص الأطفال بالعنف ولم نشعر بأي حرج من ذكر الموت ، أستمر الأمر هكذا حتى جاء الأمريكيون بقصص (ديزني) فبدأوا يعبثون بالقصص ويحورونها لتصبح "آمنة"
بالرغم من أن قصص الأخوين جريم كلهاعنف ، أتذكر جيداً كيف كنا نهتز متعة ونحن أطفال عندما نسمع كيف أن هنزل دفع بالساحرة في الفرن، وكيف شُق بطن الذئب ورمي في البئر ، تلك واحدة من أحب حلقات القصص العالمية التي كانت مقتبسة من "قصة أم" لآندرسن ، تصور كيف يدخل عزرائيل كوخا موحشا ليقبض روح طفل مريض تاركاً أمه المفجوعة ، حينها أتذكر كيف أن ابنتي ريماس (٣ سنوات) تلك الأيام فاجأتنا عندما أشارت إلى والد سيمبا في ليون كينج قائلة: "مات" ذهلت كيف عرفت الموت ونحن لم نذكر هذه اللفظة قبل ذلك ، أيقنت حينها أن الأطفال دون الخامسة يعرفون الموت لكن لا يفهمون حتميته ونهايته ، وبين الخامسة والتاسعة يدركون حتميته ولكنه بالنسبة لهم شيء يصيب الكبار فقط ، الموضوع يحتاج دراسة أعمق، لكني لا أحب ما تفعله ديزني بالقصص فهو يُعدالأطفال لعالم خيالي معقم خال من الموت، وهو شيء غير جيد بالضرورة ولا أدعو إلى أن تتحول قصص الأطفال إلى كوابيس تؤرق نومهم، لكن من الضروري إحترام معرفة الطفل وخياله، وأن لا يبعد الموت كلياً كقيمة مهمة من قصصهم. ولذا، إن حكيت قصة لأبنتي (ريماس) او أبني (سلطان)سأحكيها لهما كما سمعتها في طفولتي، بدون تعقيم وقص ، سأخبرهم كيف ماتت الساحرة في الفرن، وكيف سقط الذئب في البئر!!
تحياتي المواطن/أحمد الغامدي
شارك
0
0
1247
07-30-1434 03:45 صباحًا