عندما كنت باحد الأماكن سمعت احدهم يتحدث عن العمالة ويصفهم بنبرة استهزائية بقوله انه مجرد ( عامل ) اثارت حفيظتي العبارة و استشعرت بالضعف والغلب وبدأت أتسأل مع نفسي هل المشكلة في الجملة الملتصقة امام المهنة ام ان سبب هذه النظرة نوع ذلك العمل ،، تألمت وانا ارى نظرة الانكسار في عين ذلك الموظف المنعوت ( بالعامل ) ، حينها جلست بالقرب من نافذة مطلة علي جبال عتيدة ثم تأملت هذا الكون الفسيح كيف كان سيكون بدون ( عمل ) فكلنا نعمل وكلنا عمال ولكل عمل مكانة خاصة و شغل معلوم ومدة معروفة فلماذا يستهزء البعض من العمل فكل الكائنات تعمل لخدمة نفسها وخدمة الحياة و الآخرين ، كلنا نعيش دائرة المشغولية نعمل لأجل بعضنا ،،، لا يوجد عمل دنيء لطالما هو في خدمة الانسانية ربما ان المسميات والألفاظ تأخذ حيزا من ثقافتنا الاجتماعية وربما لتصحح نظرتنا للمهنية ،، فمن يحمل القاذورات ليس زبالا بل هو موظف النظافة ،، و من يحمل الطين و الخلطات ليس بنايا بل هو مهندس البناء يصعد اعلى القمم ويعيش تحديا مع ظروف المناخ ليصنع أدوارا نعيش بها طول العمر،، ومن يصنع الخشب ويحول الحديد ومن اذا تعطلت دوراتنا نهرول نبحث عنه ، ومن يغتسل بالزيت و الشحم ليصلح السيارة ومن يكتسي بالبياض ليصنع الخبز الفريد ، ام هو شرط ان نقول هذا موظف فقط لمن لديه مكتب من طراز جديد مكيف و معطر يغير الاثاث كل حين ،، فكلنا نجيد شيئا لا يجيده الاخر فكلنا موظفين لخدمة الحياة ،، وحتى الله سبحان وتعالى يعمل عملا يليق بجلالته كما قال تعالي . { قُلْ يَا قَوْم اِعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتكُمْ إِنِّي عَامِل فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } فلا دعوة من السخرية ولا حاجة من إنقاص العمل .
هم الظروف اللي حدتهم يشتغلون كدا
وعلى الأقل أحسن من غيره اشتغل عشان يوفر لقمة عيش كريمة له '(
و الله يهدي الجمييييييع.
و شكرررا على المقال اللطيف