عندما نُحب يُفطم العقل والفكر ولا يبلغ الرشد ! ويٌعمى البصر ويبصر القلب , فيسيطر ويصبح المفكر المدبر المبصر وصاحب القرار ! والعقل ! اين هو ! لقد ضاع وتاه في صحراء حباً قاحله وفي طرقات عشق خاليه وعلى ارصف اشواق باكيه ! ولكن العقدة ليست هنا ولا حلها هنا ! العقدة في اننا نغفر زلات من نحب ونغمض اعُيننا ونسدل جفوننا عن تلك الاخطاء , ولو ان الخطأ حدث من اشخاص اخرين لما غفرنا لهم ولا فكرنا حتى بالصفح او المسامحة ! اما لو كان ذاك الشخص لم يلقى محبه ولا قبول بقلوبنا فحتما سنتعقب عثراته وزلاته ! لكن لماذا ؟ لماذا ننظر بعدسه ظالمه ترى من زاويه واحده , زاويه مظلمه لا ترى الا احبابنا ؟ اين مبادئنا ,اين عقولنا , واين طريقنا الذي اضعناه بجرينا وراء الحب ! وهل الحب يظلم ! هل يُجبرنا أن ندفن اخطاء احبابنا في قبور بلا شاهدات؟ هل يجعلنا نغض الطرف عن زلاتهم ؟ نعم انه يضع يده على اعيننا ويقودنا ... ولكن الى أين ؟!
أن من الظلم ان نرى الخطأ بعين محبة او كره ؟ فالخطأ يبقى خطأ والمذنب يبقى مذنب ولا مفر له من العقاب . سواء كان حبيب او لم يكن , فالأخطاء عندما نرتكبها ينبغي علينا ان نٌعاقب عليها لأننا أن لم نخطأ لم نتعلم وأن لم نٌعاقب ستنمو بداخلنا اللامباله ونصبح بلا مسؤوليه . لذا فلنغفر دائما تلك الزلات الصغيرة ولنعفو عن الكبائر ما استطعنا , فالحياة اقصر من ان نهدرها في ملاحقة اخطاء البشر وهذا هو حل العقدة أن نصفح دائما نرى بعدل ونعاقب بحنان ونحب ولكن بلا ضرر ولا ضرار .