أتذكر أن الأساتذة في كل صباح بالمدرسة ينتشرون بين صفوف الطابور الصباحي , يقفون احتراما ومستعدين مثلنا ، يراقبون بأعينهم من لا يردد النشيد الوطني السعودي ، في التزامن مع ترديدهم له بقلوبهم ، اللحظة الوحيدة بالمدرسة التي يُطلب منا نحن الطلاب أن نرفع أصواتنا عالية ، ولا نخفض أصواتنا حتى ننتهي .
التقلبات السياسية والصراعات الإسلامية ومنهج التحريم الذي طغى على الحياة المدنية السعودية في فترة من الزمن له الأثر في غياب النشيد تدريجيًا ، ثقافة الموت التي نُشرت بين أطياف المجتمع ، وأن الحياة قصيرة ولا تستحق ، الأصوات التي تخرج من جحورها مع كل مناسبة وطنية ، تصنف وتتهم وتبدي أسفها وتتوعد بالعذاب ، كلها أصبحت عوامل استطاعت أن تبقي شعباً كاملاً في حالة سكون من حبه لوطنه ، حتى استطاعت سحق كل المفاهيم الوطنية ، دون أن تكون هنالك ردة فعل مناهضة لهذا الفكر المتحجـر , وزارة التربية والتعليم التي من المفترض أن تكون مدافعة عن النشيد ، لم تعد تشدد على هذه الجزئية المهمة التي نجدد بها كل صباح الانتماء والحب لهذا الوطن الكبير ، وهذه مشكلة أعتبرها ستعيق مستقبل أجيالنا في الانتماء للوطن , فنسبة من الطلاب لا يحفظون النشيد الوطني ولا يرددونه كل صباح يوحي بخلل في شيء ما , قد نكشفه لكن بعد زمن .
الآن وبعد مرور سنوات وسنوات لم يعد للنشيد الوطني السعودي في الصباح أي أهمية ، أُهمل ولم يعد الطالب ولا المعلم ولا حتى المدير يهتمون لهذا الانتماء العظيم , و لم يعد المشرف التربوي يخاصم لأنه لم يسمع نشيد وطنه يعلو في أفق السماء ، أصبح النشيد الوطني موكل لغير مواطنيه ، يصدح بصوت وحيد يردد النشيد عله يحيي في الوطنيين صوتاً داخلياً يقول لهم :
موطني عشت فخر المسلمين ،،، عاش الملك للعلم والوطن .
نهاية :
ليس كلُ ما يخص التعليم يحتاج لتعـميم ، فقط يحتاج إيمانًا بالقضية
.