ما في سرير يا وزير !!
على مر عقود من الزمن في وزارة الصحة لا زالت هذه الجملة تتكرر، لا يوجد سرير في الطوارئ ، لا يوجد سرير للعناية المركزة ، لا يوجد سرير في الأقسام الداخلية للتنويم ، لا يوجد سرير في كل مكان بمستشفيات وزارة الصحة !!
مشكلة لابد أن تكون من الأولويات على طاولتكم يا معالي وزير الصحة ، مشكلة كانت و لا زالت سببا في عدم تلقي الكثيرين للعلاج المناسب ، مشكلة أصبحت جوابا متوقع لمسمع المراجع .
يا ترى أين الخلل و أين المشكلة ؟!! أين هي هذه العقدة الشديدة الربط ؟!! لو تجولنا بعقولنا في جوانب المشكلة، و بحثنا في الأسباب المحتملة ، هل من الممكن أن نجد السبب ؟!!
لو تحدثنا أولا عن الميزانية المخصصة ، سواء لبناء المستشفيات أو للموظفين أو التجهيزات ، فهنا أقف أمام بحر من الخجل أن اتطرق لهذه النقطة ، و التي يعرف الإجابة عنها الصغير قبل الكبير ، إن الميزانيات لوزارة الصحة لم و لن تكن المشكلة .
و لو تطرقنا إلى عدد الموظفين من طاقم طبي و إداريين ، هنا نجد المضحك المبكي ، أحد المشكلات التي عجز عقلي المتواضع عن حلها ، معادلة لو عرضت على الخوارزمي لأحرق كل الرياضيات ، لدينا نقص في الموظفين و لدينا عطالة في المواطنين ، لدينا اداريين بلا وظائف ، لدينا خريجي تخصصات طبية بلا وظائف ، لدينا كمية كبيرة من التعاقدات الخارجية !! عفوا عفوا .. معالي الوزير تتعاقد الوزارة مع عدد كبير من التمريض من شرق آسيا !! إن لدينا ممرضين بلا وظائف .. فهنا نجد أحد مشكلات توفر الأسرة بسبب نقص الموظفين سهلة الحل ، و هي بفتح أرقام وظيفية جديدة .
و قد تنتج مشكلة قلة الموظفين في بعض المستشفيات ، بسبب وجود كثير من المعينين على مستشفيات تعاني النقص ، وجدوا العلاقات المناسبة ( واسطة ) للالتحاق بتكدس الموظفين في المستشفيات الرئيسية !!!
نبحث في سبب آخر وهو قلة عدد المستشفيات مقارنة بالتعداد السكاني !! لماذا تتعثر مشاريع الصحة الجديدة ؟!! هل نفذت الميزانية ؟!! أم سوء التخطيط لها و عدم بنائها على أسس علمية منذ البداية ؟!! من صمم الخرائط و وضع الأسس للمداخل و الغرف و العزل و الأقسام الاشعاعية و العمليات ، شركات متخصصة أم مقاول ( مشي حالك ) ؟؟ مشاريع جبارة على الورق لو تترجمت على أرض الواقع ستزيد عدد الأسرة .
معالي وزير الصحة ، إن المواطن يبحث عن سرير ليتلقى العلاج ، يأتي محملا بالمرض و الإعياء ، فليس بحاجة لأن يحمل أعباء سوء تخطيط اداري ، قامت به بعض القيادات السابقة و الحالية ، و لازال الخطأ مستمرا كل يوم يتكرر ، و يظل المواطن يرسل لك هذه الرسالة بحرقة ، ما في سرير يا وزير ...
كيف تستطيع وزارة الصحة أن تقدم الخدمة للمواطن ، و هي لم تجد له سرير ليدخل للمستشفى من البداية ؟!! قبل أن تفكر الوزارة في تطوير الخدمة ، فالمواطن الذي لم يجد سرير لم يجد خدمة أساسا كي تتطور ، مات الكثير على قائمة الانتظار ، و سائت حالة الكثير ، و تسابقت الجموع لطلب المكرمات العلاجية ، ليس لعدم توفر العلاج المناسب ، و لا عدم توفر الامكانات ، و لكن لأنها لم تجد سرير لتلقي العلاج عليه .
دعنا معالي الوزير نحاكي قصص الأفلام ، و أذهب دون موعد أو موكب لطوارئ مستشفى حكومي ، تحاكي قصة مواطن بسيط، طبعا غير المستشفيات التخصصية و المدن الطبية ، و انظر بنفسك و أنت بكامل صحتك ، هل ستجد سرير للفحص ؟!! هل ستحتمل عناء الانتظار ليجدوا لك سرير ؟!! هل سيكون هناك كرسي أو سجادة لتجلس عليها و أنت بين زحمة المنتظرين ؟!! أنا متأكد لو قمت بهذه الزيارة ، لن تطيق صبرا حتى تجد الحلول ، و لن يرضى ضميرك الجلوس على كرسي وزارة لا يجد المواطن فيها سريرا .
محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@
شارك
2
0
3196
03-26-1436 01:19 صباحًا
و هنا ذكرت قضية مواطن ليتم حلها ليس إلا
تحياتي لك دوما و ابدا