• ×

12:41 مساءً , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


هل أخبروك عن جدة أيها الربيعة ؟!! (٤-٦)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 محمد السنان
محمد السنان

(بالإمكان أفضل مما كان)


بعد ثلاثة أجزاء مليئة بالانتقاد ومكامن الخلل في الوضع الصحي لمدينة جدة، أحببت أن يكون الطرح مختلفاً في هذا الجزء من السلسلة، فقد كنت ذاهباً للمطار لأمر خاص وعند خروجي من هناك تذكرت أن مجمع الملك عبدالله الطبي لا يبعد الكثير عن المطار، فقررت زيارته في خضم رحلتي في البحث عن الوضع الصحي الحالي لمدينة جدة ومحاولة تحسينه، انطلقت إلى هناك ودخلت لذاك المجمع الذي تم افتتاحه فعليا قبل ما يقارب الثلاثة أشهر، ولفت انتباهي تشابه التصميم للمبنى الرئيسي مع مستشفى شرق جدة والذي تم افتتاحه في ذات اليوم، منشأتان صحيتان تتبعان لوزارة الصحة خاضا رحلة البناء والتجهيز والتشغيل كأمرين داخل ملف واحد، فيكاد لا يذكر أحد مجمع الملك عبدالله الطبي حتى يذكر مستشفى شرق جدة، فأحببت أن أذكر في المجمع ما لفتني ولم أجده في مستشفى شرق جدة، فبداية أي استكشاف لمنشأة صحية لابد أن يكون الطوارئ، كانت منظمة وواضحة وسهلة الاجراءات، منطقة الفرز ثم التسجيل والدخول والعلامات واضحة، تطبيق معايير الجودة في الفرز ومدة الانتظار للمريض حسب درجة الحالة بعد الفرز وتسجيلها الكترونيا، وكل هذه المعلومات والوقت الذي يقضيه المريض يعرض بشفافية أمام المراجعين في شاشة معلقة أمام محطة التمريض لمتابعة كل الحالات، توفر أطباء الطوارئ المتخصصين بدرجة استشاري وما دون ذلك، الاهتمام بسرعة الكشف والتنويم أو الخروج تطبيقا للمعايير المتبعة، والكثير مما يريح المريض ويكفل له حسن الخدمة، ولكن ما أثار تعجبي قلة عدد المراجعين لقسم الطوارئ والاستفادة من خدماته بالشكل اللازم، وهنا يطرح السؤال الهام: هل شمال جدة بحاجة إلى مستشفى عام أو فقط مجمع طبي؟! إن انشاء مجمع طبي بمدينة جدة أمر هام جداً لأجل توفير الخدمات التخصصية، ولكن سكان شمال جدة أيضاً بحاجة للخدمات الصحية العامة والتي يستطيع المجمع تقديمها أيضاً، والتي بالفعل يقدمها حاليا بعدد قليل، اعتقد أنه يجب دراسة خدمات المجمع لجعله يعمل مستقبلا بشقين الأول الخدمة التخصصية كمجمع، والثاني الخدمات الصحية لشمال جدة كمستشفى عام، بمعنى تقسيم الطاقة الاستيعابية للمجمع ليكون مستشفى عاما في جزء منه ومجمعاً تخصصياً في الجزء الآخر، وهذا أمر لابد من اللجان المختصة أن تقوم بدراسته وتطبيقه بالشكل الذي لا يحرم سكان شمال جدة من الخدمات العامة، وفي ذات الوقت يجب أن لا يؤثر على جودة وتركيز المجمع على الخدمات التخصصية (خط الدفاع الثالث والأخير)، بعد ذلك مررت على قسم العلاج الطبيعي وطريقة تصميمه الاحترافي بما يخدم المراجعين ( قليلي العدد )، وهذا ما أستغربه في جميع أنحاء المجمع!! ولا أعرف السبب ولكن لابد من أن يزيد عدد المستفيدين من هذه الخدمات الجيدة، وزرت المختبر واعتقد أنه مجموعة مختبرات من المساحة التي خصصت له، والتقنيات التي يحتويها والكوادر المتخصصة، وسألت عن أغلب تحاليل الدم والتحاليل الجينية وغيرها من التحاليل، فوجدت الإجابة بأن جميع التحاليل متاحة وفي وقت قياسي، فالمختبر لا ينقصه سوا القليل من الاعتمادات والموافقات ليصبح مستقلا بذاته عن الرجوع إلى أي مختبر آخر، وقد يكون مرجعيا لباقي مختبرات المحافظة أيضاً في المستقبل القريب.
بعدما مررت ببعض الأقسام توجهت لمكتب المدير التنفيذي للمجمع، فتم إخباري أنه أخذ استراحة سريعة للغداء واصطحبني أحد الموظفين لمقابلته، فوجدت المدير جالساً مع مجموعة من الموظفين ( وليس مساعدين أو مدراء إدارات ) وإن كان بهم أحد المساعدين، يتناولون الغداء ويتبادلون الأحاديث حول بعض الأقسام وما يمكن عمله!! أذكر هذا الأمر لكي أوضح أمراً، مجمع الملك عبدالله الطبي ومستشفى شرق جدة تم افتتاحهما في نفس اليوم، وكلاهما يتبعان لوزارة الصحة، وكلاهما يتم معاملته بسلم رواتب المجمعات الطبية، بعد ثلاثة أشهر تقريبا من الافتتاح مجمع الملك عبدالله يفتخر بتقليل عدد الحالات التي كان يحيلها لباقي المستشفيات بنسبة تفوق ٦٠٪‏ على العكس من مستشفى شرق جدة كما أستطيع أن أصف ( مكانك سِر )، لم يختلف بين المنشأتين سوا أمر واحد هو الإدارة، رأيت في المجمع مديراً تنفيذياً يعامل موظفيه كمديراً اعتيادياً أو حتى موظفاً مثلهم، وعلى النقيض رأيت مديراً يتعامل مع موظفيه وكأنه مديراً تنفيذياً (وليس كذلك) أو حتى وكيلاً للوزارة!! ثلاثة أشهر كان الفرق فيها فقط إدارة اهتمت بالأمر الرئيسي لنجاح أي منشأة صحية وهو الموظف، إن مفتاح *سر نجاح الدكتور قاروت المدير التنفيذي للمجمع هو حب الموظفين له وتعميقه الولاء لديهم للمنشأة وخدمة المرضى، هذا ما رأيته وسمعته في جميع من رأيت من موظفين سواءً كادراً صحي أو إداري، ولكن يبقى التحدي والاختبار الأهم وهو نجاح المجمع عند تشغيل كامل الطاقة الاستيعابية، وكآفة الخدمات الطبية.
ختاماً قد كنت ممن يتسائلون عن سبب ارتباط مجمع الملك عبدالله الطبي بالمديرية العامة بمكة المكرمة على الرغم من كونه في مدينة جدة، فلماذا لا يرتبط بمديرية محافظة جدة؟!! ولكن بعدما شاهدت ما وصل إليه خلال الأشهر القليلة الماضية، لا يتعجب أحد أن أطالب بجعل المديرية العامة بمنطقة مكة المكرمة مسؤولة مباشرة عن جميع المستشفيات بمحافظة جدة، واختزال صحة جدة (بوضعها الحالي) في التنسيق بين المستشفيات وليس إدارتها، ومتابعة الصحة العامة والرعاية الأولية، فبالمستوى الذي هو موجود بمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة بأيدي الكوادر الحالية التي هي ذاتها في كل مستشفياتنا، فقط وفقط باختيار الإدارات والقيادات الناجحة نستطيع الجزم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان.

محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@


بواسطة : محمد السنان
 0  0  1940
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:41 مساءً الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.