محمد السنان
نظراً لبعض علامات التعجب التي توضع فوق تكليف بعض القيادات الصحية بالمملكة، إضافة للتعجب من استمرار بعض القيادات السابقة الأخرى، كان من المثير البحث في المعايير التي تنتهجها الوزارة اتجاه اختيار تلك القيادات واستمرار القديمة أيضاً، وللأسف لا يتم اعلان تلك المعايير ولا إظهارها للعلن ولا طرق التقييم التي أدت لاستمرار البعض، فالسؤال هنا لماذا لا يتم إعلان المعايير أو الأسباب التي بناءً عليها تم تكليف هذا الشخص بمنصبه، أو السؤال الأهم هل كان هناك معايير مقنعة فعلا ؟!!
سنتحدث بداية عن المناصب العليا كوكلاء الوزارة مثلا، هل تم الأخذ بالمؤهلات والخبرة العملية في مجالات تتناسب و مناصبهم ؟! ومدى خبرة بعضهم في المناصب الإدارية سابقاً، والنظر إلى السيرة الذاتية من الزاوية الصحيحة، بمعنى أن لا يصح أن يقال فلان أدار كذا و كذا، ولكن ماذا أنجز عندما أدار كذا وكذا؟!! السيرة الذاتية ليست بعدد الكراسي التي جلس عليها، ولكن بعدد الإنجازات والتحسينات التي أضافها لهذه الأماكن، ومضى على بعضهم أكثر من عام فهل تم تقييم أداءه وماذا أنجز ؟!
مدراء الإدارات العامة بالوزارة منهم الكثير طالت إدارته دون تطوير، منهم من خدم الوزارة وقدم ما لديه وأتى الوقت للتجديد، منهم من لم يقدم أي شيء منذ توليه إلى يومنا هذا، وأظنه بحاجة لجراحة تفصله عن الكرسي الذي لازمه فلم يعلم ما يدور خارج مكتبه، هل يمر هؤلاء المدراء بعمليات تقييم مستمرة لأدائهم وقدراتهم الإدارية ؟! كثير من الإدارات اختفت ولم يعلم أحد ما دورها فعلاً، فلا عجب في ذلك إن كان من يديرها لا يعرف دورها فعلاً.
مدراء العموم للمناطق والمحافظات، بعضهم كان أدائه أقل من المتواضع وبعضهم تفوق في التطوير، ولكن نعود مرة أخرى ما هي المقاييس التي وضعتها الوزارة لتقييمهم؟! و ذلك لتحديد من يستمر و من لا يستحق الاستمرار، كيف كان إختيارهم لمساعديهم و مدراء المستشفيات ؟! هذه الخيارات ومدى تحسن أو سوء الأداء لابد أن تكون هي إحدى أدوات تقييمهم، انعكاس تحسن الخدمة ورضا العملاء عن الأداء هو أهم مؤشر لتقييمهم، التجاوب والتفاعل مع المجتمع والإعلام من أهم المؤشرات أيضاً، ولا يعتد ببعض التقارير التي يرفعها المدراء لإظهار صورتهم بأبهى الحلل، وتحت تلك الحلل البهية ثياب مقطعة تملأها القذارة.
من المعايير الهامة في اختيار القيادي الصحي النظر في سيرته الذاتية بالشكل الصحيح، وإخضاعه لاختبارات فعلية نظرية وعملية، وقياس الكثير من مهاراته في الإدارة والتواصل وحل المشكلات، لا يجب أن ننظر لسيرة استشاري *قضى حياته في العمل الطبي بشكل مشرف ويدعو للفخر طبياً أن هذا ما سيجعله إداري ناجح مثلاً، ولا النظر لشخص يمتلك الكثير من الشهادات الإدارية دون خبرة عملية بأن يكون مديراً عاماً أو وكيلاً للوزارة!! لابد أن ننظر للسيرة الذاتية من الزاوية الصحيحة منذ البداية.
هناك معايير غير عادلة للأسف تشير لها بعض الدلائل قد تكون أخذت حيزاً في السابق، وكلنا أمل وثقة بأن لا تكون موجودة لدى معالي الوزير الربيعة، معايير أكاد أن أجزم أنها كانت سببا في تكليف وكلاء ومدراء عموم ومدراء مستشفيات أيضاً، هذه المعايير تتلخص في كلمتين ( القرابة والصداقة ) فبعض من تم تعيينهم تم البحث في سيرهم، فلم يجد الباحثون سوا صلة القرابة مع المسؤول مثلاً، أم سابق معرفة كأن يكون أحد أقارب الشخص يعمل مع المسؤول سابقاً، والكثير من القيادات التي ثبت عدم جدواها تم استقطابها فقط وفقط لمعرفة المسؤول بهم !! ولا ضير في الاستعانة بمن يعرف إذا كان منتجاً على الأقل، فما أنادي به معالي وزير الصحة هو تقييم القيادات الحالية التي تجاوزت النصف عام في منصبها وماذا قدمت؟! والشفافية في التعامل مع الإعلام والاقتداء بالشركات الكبرى بعقد مؤتمرات صحفية كل ربع عام للتحدث عن خطط وتوجهات وزارة الصحة وما تم وما سيتم، والتجاوب مع الإعلاميين فهم صوت المجتمع وحلقة الوصل الأسرع بين الوزارة وعامة الناس، فالاهتمام بالإعلام هو إهتمام بالناس، وما وجدت هذه الوزارة إلا لخدمة الناس .
محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@
سنتحدث بداية عن المناصب العليا كوكلاء الوزارة مثلا، هل تم الأخذ بالمؤهلات والخبرة العملية في مجالات تتناسب و مناصبهم ؟! ومدى خبرة بعضهم في المناصب الإدارية سابقاً، والنظر إلى السيرة الذاتية من الزاوية الصحيحة، بمعنى أن لا يصح أن يقال فلان أدار كذا و كذا، ولكن ماذا أنجز عندما أدار كذا وكذا؟!! السيرة الذاتية ليست بعدد الكراسي التي جلس عليها، ولكن بعدد الإنجازات والتحسينات التي أضافها لهذه الأماكن، ومضى على بعضهم أكثر من عام فهل تم تقييم أداءه وماذا أنجز ؟!
مدراء الإدارات العامة بالوزارة منهم الكثير طالت إدارته دون تطوير، منهم من خدم الوزارة وقدم ما لديه وأتى الوقت للتجديد، منهم من لم يقدم أي شيء منذ توليه إلى يومنا هذا، وأظنه بحاجة لجراحة تفصله عن الكرسي الذي لازمه فلم يعلم ما يدور خارج مكتبه، هل يمر هؤلاء المدراء بعمليات تقييم مستمرة لأدائهم وقدراتهم الإدارية ؟! كثير من الإدارات اختفت ولم يعلم أحد ما دورها فعلاً، فلا عجب في ذلك إن كان من يديرها لا يعرف دورها فعلاً.
مدراء العموم للمناطق والمحافظات، بعضهم كان أدائه أقل من المتواضع وبعضهم تفوق في التطوير، ولكن نعود مرة أخرى ما هي المقاييس التي وضعتها الوزارة لتقييمهم؟! و ذلك لتحديد من يستمر و من لا يستحق الاستمرار، كيف كان إختيارهم لمساعديهم و مدراء المستشفيات ؟! هذه الخيارات ومدى تحسن أو سوء الأداء لابد أن تكون هي إحدى أدوات تقييمهم، انعكاس تحسن الخدمة ورضا العملاء عن الأداء هو أهم مؤشر لتقييمهم، التجاوب والتفاعل مع المجتمع والإعلام من أهم المؤشرات أيضاً، ولا يعتد ببعض التقارير التي يرفعها المدراء لإظهار صورتهم بأبهى الحلل، وتحت تلك الحلل البهية ثياب مقطعة تملأها القذارة.
من المعايير الهامة في اختيار القيادي الصحي النظر في سيرته الذاتية بالشكل الصحيح، وإخضاعه لاختبارات فعلية نظرية وعملية، وقياس الكثير من مهاراته في الإدارة والتواصل وحل المشكلات، لا يجب أن ننظر لسيرة استشاري *قضى حياته في العمل الطبي بشكل مشرف ويدعو للفخر طبياً أن هذا ما سيجعله إداري ناجح مثلاً، ولا النظر لشخص يمتلك الكثير من الشهادات الإدارية دون خبرة عملية بأن يكون مديراً عاماً أو وكيلاً للوزارة!! لابد أن ننظر للسيرة الذاتية من الزاوية الصحيحة منذ البداية.
هناك معايير غير عادلة للأسف تشير لها بعض الدلائل قد تكون أخذت حيزاً في السابق، وكلنا أمل وثقة بأن لا تكون موجودة لدى معالي الوزير الربيعة، معايير أكاد أن أجزم أنها كانت سببا في تكليف وكلاء ومدراء عموم ومدراء مستشفيات أيضاً، هذه المعايير تتلخص في كلمتين ( القرابة والصداقة ) فبعض من تم تعيينهم تم البحث في سيرهم، فلم يجد الباحثون سوا صلة القرابة مع المسؤول مثلاً، أم سابق معرفة كأن يكون أحد أقارب الشخص يعمل مع المسؤول سابقاً، والكثير من القيادات التي ثبت عدم جدواها تم استقطابها فقط وفقط لمعرفة المسؤول بهم !! ولا ضير في الاستعانة بمن يعرف إذا كان منتجاً على الأقل، فما أنادي به معالي وزير الصحة هو تقييم القيادات الحالية التي تجاوزت النصف عام في منصبها وماذا قدمت؟! والشفافية في التعامل مع الإعلام والاقتداء بالشركات الكبرى بعقد مؤتمرات صحفية كل ربع عام للتحدث عن خطط وتوجهات وزارة الصحة وما تم وما سيتم، والتجاوب مع الإعلاميين فهم صوت المجتمع وحلقة الوصل الأسرع بين الوزارة وعامة الناس، فالاهتمام بالإعلام هو إهتمام بالناس، وما وجدت هذه الوزارة إلا لخدمة الناس .
محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@
