• ×

10:09 صباحًا , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


مصارف المعارف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 عبدالله بن احمد بيه
عبدالله بن احمد بيه

مَع التحول المَلحوظ والكبير فِي عالمنا حضَارياً و تقنياً ومَادياً ـ إلخ ـ إلَّا أنَّ هناك تخلف جم ، وقصُور عظيم ، في عالمنا العَربي بالخصُوص ، إذ أن نسبة القراءة في مجتمعاتنا العَربية باتت خجُولة ، ولا يخفَى عليْنا أنَّ القراءة وطلب العِلم همَا السبيلانِ لتقدم أمةٍ عن غيرها ، فبهمَا تحيَا العُقول وتَستقِيم الأفكَار وتتحَقق الآمال .
وفِي العُقودِ الأخيرة أصبَح الكثيرون مُعرِضون عن القراءة ومُقصِّرون عن كَسبِ العلم بمختلف مجالته شرعياً كان أم غيره ، فتخلفنا عن العَالم المتقدم في كلِّ شيءٍ تقريباً ، وما ذاك إلا لأسبَابٍ كانت لهَا تأثيرها البيِّنِ والواضح ، أذكر بعضَها بإيجازٍ ومؤخراً لأكثرها تأثيراً من منْظُوري الشَخصي بتفصيل /
أولها / ضعف الوَازِع الديني : فلا شَك أن عَدَم التمَسك بالقيَم والمبَادئ الإسلامِية رَكيزَة أسَاسية فِي التثَاقُل عَن طَلبِ المَعارِف والعُلوم وحب القِراءة .
ثانيها / المَلل وَعدَم مَعْرفَة الميول والاختِصَاص مَع انعِدامِ التَوجِيه .
ثالثها / ضعف اللُّغَة وعَدم الفِهْم .
رابعها / التَرَف التقني والسوشيال ميديا : الذي جَعل الشبَاب يَعزِفون عَن القِرَاءة النَافعة والعلوم المُفيدَة ، مُنشَغلِين عَن ذلك بمَواقع التخَاذُل الإفسَادي ، بالضبط .. فلو استمَر الحَال كمَا هو منعَزلين عَن التقدم واستثمَار أوقَاتنا بمَا يعود علينا بالفائدة ، سَتُصبِح هذه المواقع التي تدعى بالتواصل لتكون مواقع تخاذل وتخلف اجتماعي ، مقدمين الترَف وقرَاءة الرسَائل والمحَادثات بالسَّاعَات الطوال علَى قرَاءة كتاب واحد لا يتَجاوز قراءته سَاعة أو نِصْفَها .
خامسها / الكسَل ودُنُو الهِمَّة : وَذلك جليٌ فِي أحوال الكثيرين ، الكَسَل العَقلي والبَدني ، فالكَسُول كسَلاً عقلِياً يَتذمَّر مَن التفكِير فيمَا يَعُود عليه بالنفعِ ومَا يصلح شأنه وشأن عائلته ومجتمعه ، والكسُول كسَلا بدَنياً يعجز عن القيام بمَا يجب عليه أن يقوم بِه ، فِي السعي لطلب العِلم أوِ القراءة أو تعلم صنعة أو ماشابه ذلك ، وكلا أسوأ مِن الآخر إذ لا ترجو منهُما خيراً ، والعَارف يعلم أن الكسَل وضعف الهمة ما أصاب قوماً إلا أخرهم ، ولا شَعباً إلا أضعفهم ، ولا شخصَاً إلا أفشله ، ولذلك استعَاذَ رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن ذلك فقال " اللهمَّ إني أعوذُ بِك مِن العَجز والكسَل " كما في البخاري ومسلم .
إنَّ التَوَانِي أنكَحَ العَجـزَ بنتـــه *** وسَـــاق إليها حيـن أنكَحها مَهراً
فِراشاً وطيئاً ثمَّ قَال لهَا اتكي *** فقصراً كما لا شك أن يلدا الفقرا
فشتَّان بين أسلافِنا مِن الصَّحابة والتابِعين ومَن تبعَهم بإحسَان وهِمَّةٍ ، والمَعلوم أنَّ مَن اعتادَ الكسَل والهِّمة الدنية ومَال لهوى النفس والرُّكود والهَوان فقد الراحَةَ الحقيقية ونُضُوج الفِّكر وسَعَادته .
فقد قال ابن الجوزي : " وإنِّي أخبر عن حالي : ما أشبع مِن مُطالعة الكتب وإذا رأيت كتاباً لم أرَه فكأني وقعتُ على كنزٍ " انتهى كلامه ، لأنه يَعلم أنَّ القِرَاءة فيها رياضَة النفوس وصِناعة للعقول النَاضِجة .
أختم لأقول .. أنَّ " مصَارِف المَعارِف " عَديدة وليست الخمسَة إلا جزءٌ منها ، مصارفَ كالسِّهامِ تصرِف كلَّ أحد أراد لينتفع ، فإنْ أردت أنت أن تنشِّطَ عقلك وتُوقِظ مشَاعِرك فتجنب تلك " المصَارِف " واطرق بابَ تلك " المَعارف " فغُرَفها متنوِعة وعديدة ، ولِتَنال منها مَا ينفعك فِي دينك ودنياك وتترُك مَا تخشى الضَّررَ مِنه .

للتواصل مع الكاتب /
E-mail: abo.saud12@hotmail.com
Twitter: @abojood0300


 0  0  962
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:09 صباحًا الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.