• ×

02:42 مساءً , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


رُفِعَتْ الجَلسَة ..!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

image


في قضية شغلتْ الرأي العام كثيراً ، وقفَ المحامي الذكي أمام القاضي مُدافعاً عن رَجلٍ أُتهِمَ بقتلِ صديقهِ والذي لم تجد الشرطة جثته ..
فقال للقاضي : سيدي القاضي ، لم تكن أدلة الاتهام كافيةً لإثبات التهمة على موكلي ، كما أنه لم يعترف بالتهمة المنسوبة إليه ..، ولم يجد أحدٌ الجثة المزعومة ...، وأنا سأثبتُ لعدالتكم أن الصديق مازال حياً وسأجعله يدخل الآن من باب القاعة ..!!!
ألتفتَ المحامي نحو باب القاعة وأشار بيده ونادى اسم الصديق ( المجني عليه ) وقال بصوت عالي : أدخل الآن ..!!!
نظر الجميع نحو الباب منتظرين دخول الصديق ..
تبسم المحامي وقال : لن يدخلَ ، ولكنكم جميعاً نظرتم ناحية الباب وانتظرتم دخوله ..!!، فأنتم لستم متأكدون تماماً أنه مقتول ، أيعقلُ أن تحكموا على موكلي بالإعدام وأنتم - كلكم - ليس لديكم يقين ١٠٠٪‏ بأن الصديق مقتول ؟!!!!
خيم على القاعة صمت ، قطعه صوت القاضي ينطق بالحكم ..
وحكم بالإعدام على المتهم ..!!
ونظرَ للمحامي مبتسماً وقال : أشكرك أن أزلت عني كل الشك بفعلتك هذه ، فعندما نظر الجميع نحو الباب ، كنتُ أنظرُ نحو المتهم ، وكان المتهم لاينظرُ نحو الباب لأنه متيقنٌ أن صديقه لن يدخل ، فهو قد قتله بيده ...!!!!
على تحفظي الشديد على هذه القصة وعلى حكم القاضي المبني على عدم نظر المتهم ناحية الباب والذي دفعه - القاضي - للتيقن بأن الجاني قد قتل الجاني فعلاً .., إلا أني مؤمنٌ أشد الإيمان بأن الإنسان لابُد أن يُدرب نفسه على استراتيجيات الحياة المختلفة وعلى تنمية ذكائه وتقوية فطنته , وأن يكون حذراً مُتيقظاً فطناً واعياً , وأن يعتاد ألا يحكم على ظواهر الأمور وأن لاتغره المظاهر وأن لاتفتنه المناظر وأن لايبني فعله ولاردود فعله على أمور سطيحة دون أن يتثبت منها ويتيقن , فطريق جهنم - وكما يقولون - مفروش بالنوايا الحسنة , لايتنافى مع كونك مؤمناً طيباً راقياً مؤدباً دمثاً خلوقاً سمحاً نبيلاً شريفاً نقياً صافياً - لايتنافى - أن تكون - وفي نفس الوقت - متنبهاً يقظاً حذراً واعياً , وإن كان ماينسبُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم (الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ ) هو حديث موضوع كما قال بذلك كثير من المحدثين إلا أن معناه صحيح ولاجدال فيه البتة وهو يتسقُ مع قوله تعالى { يا أيها الذين ءامنوا خذو حذركم } , صحيح أن نيتك الحسنة ستجعلُ بينك وبين الله حبلاً وثيقاً ولكن ولابد ومع هذه النية الحسنة أن تتعامل مع كل أمرٍ بما يستحقه من تروٍ وتفكير وحكمة وعُمقٍ وبُعدِ نظر , وأن تُربي أطفالك على ذلك , فقديماً كانت طُرقُ السوء معروفةٌ ومعروفٌ أهلها , أما الآن فكم من طريقٍ علقوا عليه لوحات حميدة جذابة صالحة وهو في الحقيقة طريقٌ موحشٍ مُهلكِ يُعربدُ فيه الفاسدون المتنكرون بدعاة الحرية والإصلاح أو حتى بلحى وأثواب قصيرة ..!!!
طريقٌ يموت فيه الصالحون ميتة الكلب - أجلكم الله - ويضيع فيه البسطاء الأنقياء ولن تُغني عنهم طيبتهم ولاصلاح نياتهم ..!!
علموا أطفالكم أن المخادعين باتوا مهرة وأذكياء للغاية وأنهم باتوا يملكون قدرةً مُخيفة على التشكل والتلون , وعلموا بناتكم أن ليلى الحمراء قصة خيالية ولكن الحياة تعجُ - حقاً - بالذئاب .. , لابأس أن تستخدموا الاستراتيجية القديمة للأهل ( أبو رجل مسلوخة والغولة ...!!) ولكن بمنطق مختلف , علموهم أن الحياة ليست وردية وليست نقية , علموهم أن من يظهر كأمير من القصص السحرية قد يكون - حقاً - ( أبو رجل مسلوخة ) ومن تظهر ك( سندريلا ) قد تكون - حقاً - ( غولة ) ..
علموهم أن يكونوا أطيب مايكون وأنقى مايكون ولكن أذكى وأوعى مايكون ..!!, سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال‏:‏ كان كالطير الحذر يرى أن له في كل موضع شركاً , ولا عجب أن قال عمر رضي الله عنه : لست بالخَبَّ ولا يخدعني الخَبُّ . فلم يكن بالمخادع ولا المخادع يستطيع أن يخدعه ..!!
علموهم أن يكون شعارهم : أنا طيبٌ ولكني لستُ ساذجاً , أنا لاأضحك على أحد ولاأخدع أحداً ولكن لن يستطيع أحدٌ أن يضحك عليَّ أو يخدعني ..
علموهم أن تكون لهم محاكمهم الخاصة ينظروا فيها للأدلة نظرة تدقيق وتمحيص وفحص , ويزنوا الأمور بموازين العقل والحكمة والهدوء والخبرة وسؤال الثقات , ثم يصدروا حكمهم الخاص وحتى إن اعترض معترض فليتبسموا في وجهه ويخبروه أن رُفِعَتْ الجلسة ..!!

**دوزَنَةُ عَقل :
إذا كنتَ ذا فهمٍ فكن ذا نباهةٍ***وكُن حذِرًا لدغَ الضَّحُوكِ وحاسِمًا
فلم تبتسِم أفعَى على حين لدغةٍ***ولكنَّ بعضَ الناس يلدغُ باسِمًا⁠⁠⁠⁠


أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@



بواسطة : أحمد النجار
 0  0  1892
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:42 مساءً الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.