• ×

12:46 صباحًا , السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


الخبر الذي بعد الخبر !!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 محمد السنان
محمد السنان

كثيرة هي وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، ويختلف مدى انتشار الخبر من وسيلة لأخرى ومدى بقاءه في الساحة، خصوصا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي و إعادة نشر الخبر بناء على أهميته، فأصبح الخبر الآن سهل الوصول والانتشار والحفظ أيضاً، ولذلك كان للخبر قوة في التأثير على كل أنواع الأمن في الوطن بما فيها الأمن الصحي والاقتصادي والثقافي، ولذلك كان لزاماً على كاتب الخبر أن يتحرى المصداقية بدايةً، ثم يبحث عن مدى صلاحية هذا الخبر للنشر من ناحية أخرى؟!*
للأسف أصبح بعض محرري الأخبار في الصحف والشاشات يبحثون عن الإثارة، ويتناسون المصداقية والشفافية في سبيل عدم إفساد إثارتهم، رامين عرض الحائط من سيتأثر بهذا الخبر عندما يتم المساس به، أو من يؤثر على سير حياته، والبعض الآخر لم يراعي مدى الذعر والخوف الذي قد يبثه في قلوب المواطنين، وكيف يؤثر خبره على المجتمع باختلاف المستوى الفكري و التعامل مع الخبر.
فخبر اقتصادي واحد يتبعه انتشار للإشاعات كفيل بانهيار شركة تجارية كبرى، و خبر صحي واحد كفيل بانهاء سمعة طبيب أو مستشفى بالكامل، وللأسف فإن الخبر السلبي أكثر انتشاراً من الايجابي، فقد تنشر الصحيفة خبراً بحق جهة من الجهات ويقرأه الملايين، وعند نشر الاعتذار في اليوم التالي لن يتداوله سوا الآلاف، فلم ولن يصلح الاعتذار ما انكسر بعد نشر الخبر المغلوط بحق جهة ما أو شخص ما، ولكن يجب على المحرر إن يتحرى المصداقية والحقيقة وأخذ المعلومة من مصادرها الموثوقة، بهذا الشكل يمكن صياغة الخبر الصحيح الذي يستحق النشر.
من أهم النواحي التي يغفلها الكثير، وناقشت بها العديد من الاعلاميين ولم أجد اتفاقاً على الإجابة، هل عندما يقوم الكاتب بذكر تسعة حقائق من أصل عشرة في خبره، يكون قد خالف المصداقية ؟! بعضهم وجدها أمراً طبيعياً، ولكن رأيي الشخصي أن الخبر عندما يتم إخفاء معلومة منه فهذا أشبه بالكذب والتزوير وإن لم يتم إضافة معلومة خاطئة، فاخفاء جزء من الحقيقة كافٍ بتشويه الحقيقة، فمثلا عندما يكتب شخص في خبره ( لقد أرسلت استفساراً للمسؤول ولم يقم بالرد إلى الآن )، عندما يقرأ المواطن الخبر بطبيعة الحال سيستاء من هذا المسؤول غير المتجاوب، ولكن لنصيغ ذات الجملة بطريقة أخرى ( لقد أرسلت استفساراً للمسؤول بالأمس ولم يقم بالرد إلى الآن ) ، لم يكذب كاتب الخبر في الجملة الأولى ولكنه لم يذكر معلومة الوقت ( الأمس )، وهذا كفيل بأن يغير المعلومة ويخفي أن المسؤول لم يأخذ وقته للرد.
أيضاً بعض المحررين يحاول تكبير ما هو صغير أو تصغير ما هو كبير، وفي هذا إساءة استخدام للمفردات واستغلال عدم إلمام المجتمع ببعض الأمور، كأن يكتب ( مئة حادث للسيارات تعاني منها الرياض شهرياً )، أو يكتب نفس الخبر هكذا ( مئة حادث للسيارات فقط خلال شهر كامل بكل أنحاء الرياض )، في الخبر الأول محاولة لتكبير الرقم عند استخدام مفردة تعاني (من المعاناة) وهي أمر سلبي، والخبر الثاني الإيحاء بأن الرقم معقول جداً عند استخدام ( فقط )، وكذلك هي المحاولة في توجيه القارئ أو المشاهد اتجاه تحليل المعلومة بدون الكذب فعلياً في الخبر، ولكن الكذب في محاولة خداع المستقبل للخبر بالتحليل المبطن نيابة عنه.
نعم هناك صراع للأسف لدى البعض بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية، وكلنا لا يجهل أن انتشار الأخبار المثيرة والسلبية له أولوية لدى مجتمعاتنا بشكل خاص ولدى المتابعين بشكل عام، فالمحرر بطبعه يريد زيادة المتابعين والمشاهدين لخبره فهكذا ينتشر أكثر وهذا طريقه نحو الشهرة والارتقاء، ولكن هل طريقه أهم من المصلحة العامة والمواطنين؟! لا اعتقد أنه يوجد صحفي شريف سيبيع اقتصاد أو أمن وطنه، أو يثير الرعب في مجتمعه مقابل انتشاره ومصالحه الشخصية.
وأخيراً هناك ما لا يصح نشره لتأثيره على الوطن، وقد يسهم في إفساد بعض الاجراءات لجهات حكومية نتيجة إفشاء الخبر، كما يحدث عند تداول الأخبار والمعلومات أثناء الحروب مثلاً، وأقرب الأمثلة لتأثير الخبر الصحفي كيف استطاع الرئيس التركي أردوغان مقاومة الانقلاب عن طريق الإعلام !! ولذلك في أحيانا كثيرة يكون الخبر الحقيقي أو الأخير هو ما نتج عن الخبر الأول الذي تم نشره، فخبر فشل الانقلاب في تركيا كان نتيجة خبر قناة تلفزيونية شمل مكالمة الرئيس أردوغان، فلم يكن خبر مكالمة الرئيس التركي هو الخبر المحوري للمتابع، ولكن الأهم هو خبر فشل الانقلاب، و من الأمثلة أيضاً خبر وزير يخاطب المواطنين بطريقة سيئة كان نتيجته خبر اعفاء الوزير، فالخبر الأول لم يكن ذات الأهمية بقدر الخبر الذي نتج عنه، فالكثير من الأخبار المحورية اليوم هي نتيجة تأثير أخبار أخرى تم نشرها مسبقاً ، فدائماً الأهم هو الخبر الذي يأتي بعد الخبر .

محمد السنان - جدة
@5rbshatsinan


بواسطة : محمد السنان
 0  0  2039
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:46 صباحًا السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024.