• ×

06:21 صباحًا , الثلاثاء 21 شوال 1445 / 30 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


الأقربون أولى بالصحة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 محمد السنان
محمد السنان

عندما كنت أهم بالانتقال لمقر عمل جديد، قابلني أحد أصدقائي مودعاً وهو يقول لي سيكون لدينا واسطة بذاك المكان، فرددت عليه بإبتسامة أن خدمة الجميع مطلوبة دون واسطة، فجاوبني بأن الأقربون أولى بالمعروف، فعند هذا الجواب أرتسمت على وجهي علامات التعجب والتساؤل، هل فعلا الأقربون أولى بالمعروف في هذه الحالة ؟!!
الأقربون أولى بالمعروف عندما أنفق من مالي، عندما يزوروني في منزلي، عندما أعطيهم من وقتي الشخصي، لكن في العمل فأنت أجيرٌ مؤتمن، فليس من حقك أن تعطي الأولوية لخدمة قريب في المال العام أو الخدمات العامة، و يختلط هذا المفهوم على الكثير من أبناء المجتمع، فنراهم يقولون عن أحد الأشخاص (ما فيه خير لجماعته) وذلك لأنه لم يقدمهم على الآخرين ممن هم أحق بالخدمة في عمله الحكومي، ولذلك كان لفهم المجتمع الخاطئ لحدود جملة الأقربون أولى بالمعروف تأثير على سلوك الكثيرين احتراما لوالديه وأرحامه، فتجده ينصاع لتقديمه احتراما لوالده مثلا الذي لا يستطيع أن يقول له لا، أو يحاول أن يشرح له كيف أن هذا مخالفة للنظام و تعدي على حقوق الآخرين.
و من الخلل أيضا في تطبيق هذه الجملة نستطيع أن نراه في هيكلة بعض القطاعات الحكومية مثل وزارة الصحة و غيرها من أجهزة الدولة، كأن ترى وكيل وزارة في الصحة بكل طرافة يضع أرحامه وأصحابه في مناصب مدير عام منطقة أو مدير مستشفى مثلاً، دون نظر إلى المؤهلات و الأداء والإنتاجية، ثم بالطبع عندما يوضع مدير عام بهذه الطريقة مثلاً سيقوم بالمثل و يضع أرحامه و أصحابه مساعدين و مستشارين و مدراء مستشفيات، و تستمر السلسلة البائسة عندما يكمل البقية نفس المنوال في المستشفيات دون أدنى اهتمام بصحة من يعيش في هذا المجتمع من مواطنين و مقيمين، فتجد هذا المسؤول الذي أعمى الله بصيرته قد اصطفى أحدهم لمنصب و صان الآخر بمنصب وكأنها شركته الخاصة، وأكاد أجزم لو كانت شركته الخاصة لما وضعهم لعلمه بفشلهم المستمر.
لذلك يجب على معالي وزير الصحة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، أن يبحثوا بجد عن شجرات العائلة الموقرة لبعض المسؤولين في الوزارة و المديريات و يشاهدوا كم من مسؤولٍ جعل شجرة العائلة هي ذاتها الهيكل التنظيمي لإدارته، و لابد أن يتم دراسة مؤهلات هؤلاء الأصحاب و الأقارب و إنتاجيتهم، فلا يكفي أحدهم أن كان أبوه فلان كي يصبح وكيلاً دون خبرة مثلا، أو قريب فلان فيصبح مدير مستشفى مثلا، وتزداد هذه الشبكة العائلية الشللية تعقيداً يزيد معه تعقيد العمل و المحاباة فلا تقدم في الخدمات و لا عدل في المحاسبة، و المتضرر الوحيد هو المريض إن لم يكن ابن عم فلان أو صديق لفلان، فمن يديروا الصحة الآن، يرون بأن الأقربون أولى بالصحة.

محمد السنان
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
@5rbshatsinan


بواسطة : محمد السنان
 0  0  2656
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:21 صباحًا الثلاثاء 21 شوال 1445 / 30 أبريل 2024.