• ×

07:15 صباحًا , السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


مسؤولية المنظومات ، على من اليوم؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 أمجد عبدالرحمن الفرا
أمجد عبدالرحمن الفرا

على مستوى المنظومات والاعراف والقيم في مجتمعاتنا العربية ، وتطور بعضها وتفشي الفساد في البعض الآخر ، يبقى الفرد فينا متلقياً لكل صدمة منها ، كبيرة او صغيرة ، اعراف المجتمع يتلقاها الفرد بين الناس من حوله ، في الشارع وفي العمل وفي الاماكن العامة ، قد يستطيع في بعض الأحيان ان يصحح خطأ يراه من حوله ، وهو في الواقع الصريح مسؤوليته ، وواجب عليه إن رأى منكرا ان يغيره ولو بلسانه ، او بقلبه وذلك اضعف الايمان ..
اما عند الحديث عن المنظومات ، فليس للفرد فينا مقدرة على التغيير ، سواء على الصعيد التعليمي او الوظيفي أو الصحي وغيرها الكثير ، إلا أن يصبح فردا من تلك المنظومات ، حينها قد يكون قادرا على اصلاح ماتحت يده ، فما لديه من عمل أمانة ، وهو مسؤول عنها امام الله وامام عامة الناس .
ولا يخلو مجتمع من الصالح والطالح ، سنة الله في خلقه ان يوجد السيء والحسن .
ولكن ذلك لا يعني أن هذا الامر مُسلّم به ، وأن علينا التغافل عن كل شيء سلبي نراه ، فالله امرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرض كفاية على الناس .
حين تكلف ايها المعلم او الطبيب او الشرطي او المهندس بعمل ما ، ضع نصب عينيك ان تلك امانة واختبار من الله عز وجل كي يرى مدى مصداقيتك واخلاصك للعمل الذي كلفت به ، فالله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ، وفي اتقان العمل اصلاح ، وفي الاصلاح رقي وتحضر ، وفي الرقي والتحضر فلاح الدنيا والآخرة.
فالمعلم مكلف بما تحت يديه من الطلاب ، وواجب عليه الزاماً ان يعطيهم ماهو مطلوب منه ، من غير تحايل او تفريط أو تسيب، وإن اتخذ من التفريط والتسيب والاهمال سبيلا فحينئذ يكون خائنا للأمانة، وآخذاً مالا يستحق ، وكان سببا في تفشي الجهل والفساد في المجتمع ، فالأمر ليس هينا كما نظن .
وعلى من لديه السلطة والامكانية للتغير ان يغير ، وان لا يسكت عما يراه من منكر ، وان يستمع لشكاوي المتضررين ، ولا يغفل عنهم ، فكلهم امانة هو مسؤول عنها يوم القيامة، والسكوت عنها والتغافل يصنف من ضمن الاساليب العابثة المعيقة لرقي المجتمع وتحضره .
وبداية النشئة لكل مواطن وفرد فينا ، مدرسته ، المنظومة الأكثر احتكاكا للطفل ، على مدار اثنا عشرة عاما يتلقى فيها العلم ، فإن كانت هذه المدارس حاضنة للتسيب ومكانا خصبا لوجود معلمين غير مؤهلين لهذه المهمة والأمانة العظيمة ، التي يُشَبِّهها كثير من العلماء بمهنة الرسل ، لا لوم حينها إن رأينا الجهل والتسيب والفساد والعنف خصلة اكتسبها الفرد والمجتمع، والسكوت عن هذه القيم والخصال السلبية التي يتلقاها الفرد من قبل معلميه يحفز الأطفال على الاخذ بها ، ليس هنالك منْكِر ورادع لها ، فكيف لهم أن يميزوا بين القيم الأخلاقية الإيجابية والقيم الهدامة الفاسدة ؟

وتبقى الكلمات الأخيرة ، على كل معلم أن يخاف الله في أمانته في المقام الأول ، وأن يعطي الطلاب حقوقهم من غير ظلم ولا بغي ولا اهمال، وأن يراجع نفسه فيما قدّم ، وأن يرى فيما يقدمه نفعاً للمجتمع وليس للطالب فحسب ، فهو ركيزة اساسية في رقي وتحضر المجتمع وثقافته ، وأن يتم التعامل مع الذي يخل بمهمته ولا يكون مؤهلا كفؤا لها ، ولا يُسكت عنه .


 0  0  3998
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:15 صباحًا السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024.