زمن جدي .. متى تعود ؟؟
في عصر الالفية الثانية العصر الذي يفترض به أن يكون مكمل لما قبله ، العصر الذي يفترض به أن يكون ثورة في العلم و الرقي ، العصر الذي به من الترف ما جعلنا نتغاضى و نتكبر و ننسى أمر الفقر و الفقراء في الدول المجاورة .
هو نفس ذاك الترف و نفس نهضة العلم و الرقي و نفس التكنالوجيا التي نفتخر بإقتنائها جعلتنا نقتل ما تبقى من أرواحنا .
تلك التي في خضم ما يحدث من تطور فقدناها على أبواب ونوافذ الحداثة القاتلة ، تلك التي أصابة من التبلد و عدم المسئولية الكثير ، تلك التي قتلتها عبارات ننطقها بكل فخر و رسائل نتداولها بيننا تصف ماضينا الطاهر بالغباء ، تلك التي تركناها لضعفاء النفوس الذين لا يملكون ماضي جميل يدنسون طهر ماضينا ، أرواحنا التي تنازلنا عنها برغبتنا ، أرواحنا التي راى الكثير أن صفائها و نقائها لا يليق بالتطور ولا يليق بـ " البرستيج ".
قد أكون من عشاق الماضي الجميل و زمن عبدالحليم و قد لاازال أرتدي نظارة جدي التي كنت أفتخر بأرتداها وقد لاازال أرى من خلل تلك النظارة الذي علمني صاحبها بأن الخطاء في كل زمن يبقى خطاء و أن العيب بكل زمن لا يختلف و أن التطور الذي أفقدنا أرواح أجدادنا و جعلنا نغيب تربيتهم بإرادتنا ظلم لأجيال قادمة لا تعرف الأحترام ولا تعي قيمة ما تملك .
وأن التربية الحديثة و كل ما حدث من تطور وما سيحدث في القريب العاجل لن يكون بقدر تربية أجدادانا الذين قبل أن يعلموا أبنائهم قيمة التعليم علموهم قيمة التربية و علموهم المسئولية التي غدت في هذا الوقت صعبة على من يبلغ ضعف عمرهم حين كانوا يملكون بيت و زوجة و أبناء وعمل و مسئولية لا يشاركهم أحد في إداراتها .
زمن مضى كان كل ما به جميل بريء و كان به من العظماء الكثير فمن من لا يرا في عائلته حقبة من الرجال الحكماء حقبة مليئة بالقصص البطولية و قررات لا تنبع الا من عظماء .
زمن الحديث عنه لن ينتهي ولكن هناك خلل أتمنى إني قد أوضحته في هذا المقال المتواضع و لن أطرح الاسئلة التي أعتقد انها تكونت الآن في أذهانكم و الاجابات لديكم فهل هناك من ينقذ المتبقي من هذا الجيل و الجيل القادم فنحن حقاً بحاجة لجيل جديد مليء بالعظماء .
لكم كل الود والتقدير
فرح اللحياني