هذيان...أحلام عانسة ...

(الى الآن وعند كل مساء اعود إلى داري خائبة ابكي كما الطفل ارفض نضجي فقد حل الليل ولا دليل يفضي إليك)

لماذا كلما احتجت إليك هربت نحو الجدار وأسندت راسي عليه

وكأنني قد اسندته عليك فوق كتفك وتلاشيت ؟

أو حين ينتابني النعاس أخذت وسادتي بقوة ورحت أحلم بك

لأكمل باقي تفاصيلك فأسمعك وأراك وأعقلك؟

أين أنت يا من ترفض حتى عامي هذا أن يملأ قلبي غيرك

بحثت عنك في قلب كل رجل بحثت عنك في اعماقهم بجنون

حتى عابر السبيل قد سألته عنك؟

لا تقل لي بأنك لا تزال في علم الغيب وأنه حين خرجت نثرت خلفك فتات الخبز دليلا للعودة وقد اقتاتته الطيور من بعدك فتشابهت عليك الطرق ووقعت في فخ المتاهة...؟

لا تقل أنك قد غادرت الدنيا قبلي وأنا لا أزال على فراشي ارسمك نجما وفي الصبح

أضيع ما تبقى من عمري أنادي عليك أين أنت؟ ومن تكون؟

لا تقل أن القطار قد فاتني وكنت آخر الفرسان على متنه وان امرأة أخرى تنتظرك على الجانب الآخر من الدنيا...

وباني سأجلس على هذا الكرسي اتارجح فوق الاقدار اواسي صبري اقرأ له آخر قصص شهرزاد!

لا تقل لي بأني فوق احتمال الواقع وباني تحت رحمة الهذيان

لا تقل أن الوهم سيد الانتظار وصبري لا محال من باقي الذكريات

وبأني ادفن أنوثتي على جدار الأموات انتظر صاعقة لأصحو من فراغ الضياع

لا تقل أن لا وقت لي لالتفت إلى الوراء وان الأرض انشقت نصفين حين غادرت بغباء!

لا تقل أن ما بقي هو بقاياك والإحتراق وأن السماء صارت تمطر رمادك

وأنه لابد من نسيانك لا بد من السير دون نظرة فضول واحدة الى الوراء

دون أن افتش عنك في كف يدي واضجرعنك قارئة الفنجان ابحث عن دليل يعيد لي أمل وجودك قريبا قريبا قرب ايماني ..

فلا تقل لي بعد أن تعب العمر وتآكلني الظن بما كان أو سيكون بأني قد تأخرت عنك ..وعن موعد اللقاء ...وانك قد غادرت منذ زمن بعيد تاركا على بابي آخر جملة وداع ( مع تحياتي ما فاتك من الحياة )

فوهبتها لرياح ولم تصلني حتى الآن!