داءٌ اجتماعيٌ مذموم ، وخللُ تربويٌ خارج إطار الإنسانية ، وفيروس ثقافي يتنقل بيننا ونتوارثه ، ونظرة دونية قاصرة ، ومرض عقلي يفتك بالإنسان ، ويحجب المجتمع عن الرقي والحضارة ، العنصرية باختلاف مفاهيمها ومصطلحاتها من تفريق وتمييز واستـثـناء وتفضيل لأسباب عدة اهمها: العرق ، اللون ، الجنس ، الأصل ، تصنيفات بشرية تُبنَى على افتراضات وهمية ومفاهيم مزيفة ظالمة خارج إطار العدالة وبعيدة عن المساواة ، والنتيجة اختلاف نمط التعامل من فئة إلى أخرى ،والضحية نفس بريئة ، استُخدِمَ بسلطة ظالمة وفكر جاهل أدى إلى فساد اجتماعي ، صفة مذمومة لازالت تنتقل بيننا وتأصلت فينا بكل أنواعها وأشكالها وتفاصيلها ، إلى يومنا هذا نرى التفضيل القبَلي ، وكل يوم نسمع عن التفضيل الجنسي ، والتصنيف الطبقي ربما هو معيار المكانة الاجتماعية لدينا ، والمساواة بين الألوان البشرية تكاد تكون معدومة . كأنَّ العنصري في مجتمعنا ملَك صلاحية التحكم بمفاتيح البشر ليصنفهم حسب مصلحة نفسه أو بلده أو ديانته أو عشيرته ناسيًا أن الجميع متساوون وطريقة ولادتهم واحدة وأصلهم واحد ، وإسلامنا ضرب أروع الأمثلة على المساواة بين الإنسانية حين نقف كل خمس مرات أمام الخالق لتأدية الفرائض والوقوف يوم الحج بين يدي الرحمن ، ذلك الغني أمام الفقير ، والأبيض بجانب الأسود ، والعربي بمحاذاة الأجنبي . يقول نيلسون مانديلا أحد أبرز المناضلين لسياسة العنصرية وفيلسوف السلام في جنوب أفريقيا : العنصرية هي محنة الضمير البشري.
ويقول د/سلمان العودة : مثلك أنا تجرحني الكلمات التي تحاكمني على وطن لا أعرفه ومكان لا أنتمي إلية وتحرمني من مسقط رأسي وحيِّي ولهجتي المحلية التي لا أعرف سواها . الدول المتقدمة وضعت قوانين مناهضة للعنصرية وأصدرت عقوبات رادعة لمن يمارس هذه الصفة الحقيرة فكونه متأصل في داخل مجتمعنا ولا نحاربه يعني أننا سنبقى مجتمعاً متخلفاً. تذكر أيها العنصري : من تراب أصلك وعلى تراب تعيش وإلى ترابٍ مصيرك .