• ×

09:13 صباحًا , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


اعادة الماضي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم : ياسر ال هيزع


ربما يعرف كتاب الرواية والأعمال الدرامية عن الشخصيات الإنسانية اكثر من غيرهم ، لأنهم قبل أن يزاولوا عملهم هذا تمتعوا أصلاً بقدرة على رصد الفوارق الداخلية للناس وما يبدو على سلوكهم ومظهرهم من خصوصية ينفردون بها ،
وفي النمط الواحد توجد فوارق دقيقة لا يمكن ان يتبينها الشخص العادي ، فقد يقال عن شخص ما انه بخيل ونعرف ان البخلاء يتشابهون في صفات كثيرة وبرغم ذلك يمكن إيجاد تمايزات بينهم، وهكذا في جميع انماط الشخصية ، واذا سحبنا هذه النظرية الى الشأن السياسي فماذا سنجد ؟
هناك عبارة رددها بعض السياسيين واستقبلها الشارع العراقي بشكل واسع ، ربما لأنها تشتمل على الكثير من الصدق وهي أن صدام مضى وخلف وراءه الكثير من الصداميين والمقصود طبعاً أنهم صاروا يمارسون ذات السياسة التي كانوا ينتقدونها في العهد الماضي ، وما يقف خلف هذه الظاهرة اذا شئنا المضي أبعد في تفحصها أن انتقاد سلوك معين لا يعني أننا لا نحمل مثيله ، بل يعني في هذه الحالة أننا لا نملك القدرة أو القوة على إظهاره ، وهذا ما جعل البعض من السياسيين يعيد انتاج الماضي ، فهو نسخة مؤجلة كانت تنتظر وقتها الملائم الذي يتيح لها الإعلان عن مضمونها المكرر ، ونعرف بشكل شخصي أشخاصاً من الوسط الثقافي أقل موهبة من رموز ارتبط اسمها بالحكومة السابقة تمارس اليوم اسوأ مما كانت تمارس تلك التي كان الجميع ينتقد فيها الوقوف الى جانب النظام وتمجيده ، وتجاهلها لهموم الثقافة الحقيقية ومايعصف بالناس والمجتمع من كوارث، بل إن التجربة السابقة أورثت النماذج المنتجة بعد 2003 براعة في اقتناص الفرص وركوب الموجة كما يقال في التعبير عن الانتهازية.
إن عراقاً جديداً يعني رؤية جديدة تتجاوز أخطاء الماضي ولا تعيد انتاجه ، والا فإننا سوف نظل ندور في حلقة مفرغة، الأمر الذي سيورث البعض الكثير من المكاسب اللامشروعة على حساب الناس ، وتقديم صورة عن الماضي لا تختلف الا بالوجوه التي كرهها المجتمع، فمتى يعي الذين يتلفعون بعباءة المناصب ويحملون على الماضي وسيئاته أن ينتبهوا لما يفعلونه؟ وينظرون لحقيقة سلوكهم واذا لم يتمكنوا من قياس درجة اختلافه فبإمكانهم سؤال ناصح خبير : هل أذكرك بمن مضى أم ان سلوكي مغاير حقاً؟
فإذا لم يفعلوا فإنهم سيظلون دون أن يعلموا يسيرون على ذات الخطى ، والويل للعراق وأهله ممن لا يرى فيه وفيهم الا صفقة سانحة ، عندها سيكون علينا أن نجلس ونفعل كما فعلنا لعقود خلت نحلم بالخلاص، وبأن تغييراً سيأتي ليخلصنا من ذلك النمط القديم ، حيث يجلس الجميع يراقب الطغاة والمهرجين وهم يمارسون حفلتهم الصاخبة دون أن يفكروا بالجمهور الذي احتشد في الانتخابات على صناديق الاقتراع ليرى الحكومة التي تضمن له عراقاً جديداً حقاً ، لا شعاراً يعتاش عليه البعض ممن قنع من الفعل بالنقد والصوت العالي ولسان حاله يقول : أنتم السابقون ونحن اللاحقون.


 0  0  531
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:13 صباحًا الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.