محمد السنان
قد يظن البعض أن الحكم في هذا الوقت تسرعاً، وقد يقول البعض أن أي تصريح سيعتبر مستعجلاً، لكن الأمر أوضح مما يمكن، والجواب أسهل من كل النقاشات التي ستملأ الشاشات التلفزيونية، لسنا نسأل عن الشخص المفجر الضال المضلل، ولكن من عبأ رأسه بالفكر التكفيري؟!! من نعق على المنابر الرسمية بالدعاء لهلاك الرافضة كما يقولون؟!! من استغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فكره الارهابي دون رادع؟!! إن دعاة الضلال هم كما قيل دعاة على أبواب جهنم، تلبسوا بلباس الدين لكي يمارسوا غسيل الأدمغة، استهدفوا جيل الشباب و المراهقين، استغلوا ضعف التأسيس المدرسي لهم، استغلوا مواطن الفراغ لدى الشباب، فسيطروا على الشاب بدعوى إعطائه صكاً للجنة كما تفاعل بعض الكنائس، باعوهم الوهم في صبغة اسلامية، وبعد هذا نسأل من فجر مسجد القديح؟!!*
مناهج دراسية تكفر الشيعة، وهم أحد مكونات هذا الوطن، إذا كانت التربية من بدايتها ستبدأ بمنهج يكفر شركاء الوطن، وتتابع لمسجد يكفر إمامه الشيعة، ثم يخرج إلى وسائل التواصل الاجتماعي فيرى مشايخ محسوبين على الدولة يكفرون الشيعة، ثم يفتح الجريدة فيرى كاتباً من أقلام إبليس يثير الطائفية، فكأنما تقدم الطائفية له على طبق من ذهب ليأكلها، ثم بعد ذلك نقول من فجر مسجد القديح؟!!
تعبنا كثيراً من نظرية المؤامرة، ودائماً نعلل أي مصيبة أنها من الخارج، نعم قد يكون هناك تدخل خارجي، ولكن لو لم يجد أرض خصبة بكل ما ذكرت لما تقدم خطوة، الخطأ و الخلل من الداخل، عندما تضع مائدة مليئة بالأكل المسموم أمام طفلك، فلا تأتي و تسأل كيف تسمم، أم تقول سممته أجندة خارجية، بل سممته المقررات و دعاة جهنم والسكوت عنهم.
يا خادم الحرمين، يا ولي العهد ووزير الداخلية، يا ولي ولي العهد لن أتكلم بلسان القديح و لا القطيف و لا المواطنين، و لكن سأتكلم بلسان ضميري، ضمير مواطن يبحث عن الأمان لأهله و أحبائه، ضمير مواطن يعتصر ألماً لما يرى، الفتنة في المقرارات الدراسية، الفتنة في دعاة جهنم، الفتنة في وسائل التواصل الإجتماعي، كل هذه الفتن إن لم تجد موقفا رسميا حازم، وإن لم تجد حساب و عقاب لما صنعوا، وإن لم تقطع ألسنة دعاة الفتن، فلن نشعر بأمن وأمان، حياتنا كمواطنين أمانة بين يديكم فاحفظوها حفظكم الله.
اللهم ارحم الشهداء منهم و اشف المرضى بشفائك يا كريم ...
محمد السنان - الأوجام*
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية*
5rbshatsinan@