• ×

02:11 صباحًا , السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


استراتيجيات التدريس بين الواقع والمأمول

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image

بقلم / أحمد إبراهيم الشمراني
شهد التعليم العام في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في العديد من مجالاته المختلفة, حيث بُذلت الجهود ورُصدت الميزانيات للارتقاء بجودة التعليم وتحسين مخرجاته, بما يتناسب مع المتغيرات العالمية والمحلية, والتطورات التقنية, والتوسع المعرفي الكبير.
وقد عملت وزارة التعليم على مجموعة من المشاريع؛ لتطوير وتحسين المناهج, وفق أحدث التجديدات التربوية التي ينادي بها رجال التربية والتعليم, والتي تؤكد على أهمية تغير الأدوار المناطة بكلٍ من المعلم والمتعلم عند ممارسة عملية التعلم, ففي الوقت الذي كان يسيطر المعلم على عملية التعليم منفذاً وملقناً وممثلاً المصدر الوحيد للمعرفة, بينما المتعلم مجرد متلقي سلبي غير متفاعل, الأمر الذي دعا التربويون إلى المناداة بتفعيل الدور الايجابي للمتعلم في ممارسة عملية التعلم, مقتصرين دور المعلم على التوجيه والإرشاد وإدارة العملية, وتهيئة البيئة التعليمية التي تمكن المتعلمين من أداء أدوارهم بكل تفاعل ونشاط.
ورغم هذه المبادئ الأساسية التي بنيت في ضوئها المناهج الحديثة, فإن واقع التعليم لا يزال أقل من المأمول, بعيداً عن تحقيق الأهداف المخطط لها عند تطوير المناهج, حيث لا زالت تعاني مدارسنا من سيطرة تلك الأساليب والاستراتيجيات التدريسية التقليدية, والتي تنفذ في بيئة تدريسية يكون فيها المعلم محوراً أساسياً في التعليم.
ومن خلال العمل الميداني والزيارات الإشرافية, يبرز جلياً هيمنة أسلوب المحاضرة والتلقين على طرائق واستراتيجيات التدريس لدى الكثير من المعلمين, وغياب ثقافة استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة لدى البعض, رغم أن ما تتركه طرائق التدريس التقليدية من أثر لا يشكل بأي حال تعلماً نشطاً. (غازي, 2004م، ص55)
كما تشير مؤمنة المطيري (1432هـ، ص5) إلى أن كثير من المعلمين يركزون على التدريس باستخدام طرائق التدريس التقليدية التي تعتمد على الحفظ الآلي الاستظهاري للمعلومات والحقائق والمفاهيم, دون العناية بربطها بالبنية المعرفية للطالب.
ويؤكد الجهيمي (1427هـ) على أن عدم وضوح استراتيجيات التدريس الحديثة بالنسبة للمعلمين يعد عاملاً رئيساً في عدم استخدامهم لها أثناء التدريس, مما يؤكد حاجتهم إلى دورات تدريبية, وورش عمل تربوية, وحلقات نقاش, ونشرات تربوية ودروس نموذجية تعريفية باستراتيجيات التدريس الحديثة وبيان أهميتها.
ويبرز عدم الإعداد الجيد للمعلمين سواء قبل أو أثناء الخدمة كسبب رئيس في عدم تطوير المعلمين لاستراتيجياتهم التدريسية, بالإضافة إلى تخوف البعض من تغيير تلك الأساليب التي ألفوها, ظناً منهم أنها قد تعني تقليلاً من مكانة أو هيبة المعلم, وهذا التصور كذلك يؤكد على عدم إدراك هؤلاء المعلمين لأبعاد ومبادئ التطوير المنشود, كل ذلك بسبب عدم الإعداد والتهيئة المناسبة لهم قبل وأثناء عملية تطبيق وتنفيذ المناهج المطورة.
ولأن طرائق واستراتيجيات التدريس أحد أهم عناصر المنهج المدرسي, توجب على القائمين على تطوير المنهج العمل على أن يواكب التطوير برنامج شامل لإعداد وتهيئة وتدريب المعلمين, للتعامل مع مجموعة من استراتيجيات التدريس الحديثة, التي تنمي لدى المتعلمين مجموعة من المهارات وتعزز من تفكيرهم, كاستراتيجيات حل المشكلات, والعصف الذهني, والاستقصاء, والاستنباط, والخرائط الذهنية, وخرائط المفاهيم, وغيرها من الاستراتيجيات ... التي تجعل من المتعلم نشطاً وفعّالاً أثناء عملية التعلم.
ويؤكد سالم واليحيى (2006م، ص 55) على أن من أهم سمات المعلم الحديث القادر على إنجاح عملية التدريس أن يكون لديه معرفة شاملة عن استراتيجيات التدريس ومراجعة مستمرة لممارساته التدريسية.
وأخيراً فإن التحسين المنشود يتطلب تهيئة البيئة المدرسية, وتهيئة الصف الدراسي بتقنيات التعليم اللازمة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات, وأن يواكب ذلك حملة تثقيفية تعمل على تهيئة المجتمع لتقبل ذلك التغيير والتطوير وإدراك أبعاده ومتطلباته, حتى يتحقق التكامل والتعاون بين المدرسة والمنزل في سبيل نجاح عملية تطوير المنهج.



 0  0  2593
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:11 صباحًا السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024.