" ما دام اتخذت القرار ... قدّام " عبارةٌ بالعامّية قالها لي صديقٌ ذات مرّة في موقفٍ عفويّ بسيط ، ولكنّها كانت درساً قُدّم إليّ على طبقٍ من ذهب .
أحياناً تعطينا المواقف دروساً عفويّة لا يتطلّب الحال لفهمها إلّا النيّة الطيّبة والرّوح المقبلة ...
أذكر.. أنّني أردتُ شراء هاتف جوال جديد وكذلك صديقي الحميم "ع" وبحكم إطّلاع أحد أصدقائنا "م" بالهواتف الذكّية ، نصحنا بنوعٍ معيّن لم يصل إلى السوق المحليّة بعد ولكن تم الإعلان عنه آنذاك ، فبعد الإطّلاع على العديد من المقارنات التّي أثبتت جدارة هذا الجهاز وباتت شاهدةً له بالتفوّق بكلّ حياديّة ؛ قرّرنا شراءه معاً وباللون ذاته أيضاً . مضت الأيام على هذا القرار البائت ، وبينما كنت في سيارتي ومعي صديقي " ع " قلت له إنّني متردد في شراء هذا الجهاز لعدّة عوامل وأسباب وضروف لا تحضرني الأن ، ولكن قال لي لا تتردّد أبداً " ما دام اتّخذت القرار .... قدّام " .
لحضتها .. أُعجبت بهذه العبارة ، ولكن ما تلا تلك اللحضة من أيام وشهور وسنين كان لها عظيم الوقع وشديد التأثير ، هي درسٌ لم أسع في تعلّمه ولكنّ الموقف حينها أتى معلّماً درساً في فنّ اتخاذ القرار.
أيقنت الآن ... أن التردّد قد يولّد التراجع .. وهذا غير محمود ، فعندما تدرس أوضاع أمرٍ ما ... ويتولّد في خلدك بعد هذا مزيجٌ من العزم والجزم ، ثم يتحول هذا المزيج إلى قرار تجزم بصحته ؛ فهذا يقتضي التوكّل على الله والمضي قدماً في تنفيذ هذا القرار ، أمّا خطوط الرّجعة والعدول فلا يجدر بك التفكير في سلوكها إلّا إذا تبيّن لك تماماً أنّ قرارك خاطئ .
ولم لا تتّخذ قراراً قويّاً ومحوريّاً في حياتك؟
يقول الدكتور إبراهيم الفقي في كتابه ( فنّ اتخاذ القرار ) : " كلّنا لدينا قرارات مشتركة وهي أن نكون سعداء في حياتنا ، وأن نكون ناجحين في عملنا ، لكنّنا نجدُ أنفسنا لم نفعل أيّاً ممّا قرّرناه ، وهذه القرارات تُعرف بالقرارات الضّعيفة ، أمّا القرارات القويّة فهي القرارات التي يستطيع صاحبها أن يُنفّذها ، وعلينا أن ندرك أنّ القرار هو ما يحدّد المصير " .
في الواقع .. سطّرت كلامي هذا بذات الجوّال الذي أشتريته مع صديقي ، ولا يخفى عليكم أنّني تردّدت في نشره .. ولكنّه قرارٌ اتّخذته
و " ما دام اتّخذت القرار .... قدّام "
القرارات الصائبه تغير من حياة صاحبها للأفضل والقرارات الخاطئة قد تكون قاسيه لكنها دروس مفيده ونتعلم كيف نتفاداها في المستقبل. عدم اتخاذ القرار يعني البقاء في نفس المكان وكأن الارض لا تدور. أعجبني ما سطرت يا أبو أحمد.
" ما دام اتخذت القرار ... قدّام"
إن شاء الله الجميع استفاد ووالمقاله جدا ممتازه
وإذا كان القرارات صحيحه أو خاطئة كلاهما تعطي دروس
وإذا الشخص ما اتخذ قرار.. مستحيل يكون في وضع السليم
استمر يابن أحمد