مسن سعودي يتعلم درسا فوريا بما رآه من السودانيين ويرد حقوق أبناء شقيقته

تسبب سودانيون بإصابة مسن سعودي بمكة المكرمة بحالة هستيرية عقب كشفه سر تقاطرهم رجالا ونساء على منزل بالحي الذي يقطنه، حيث تبين بأن المنزل كانت تقطنه سيدة سودانية وتوفت، وخلفت من ورائها فتى لا يوجد من يقوم برعايته، خاصة أن والده قد مات منذ سنوات، وبقية أقربائه بموطنهم السودان لم يحضروا لإنهاء إجراءات دفنها، وإعادة الابن معهم للديار، وهو ما استلهم معه المسن السعودي حاله مع أبناء شقيقته، وكيف تنكر لهم بعد استيلائه على أملاكها العقارية، وتركهم يواجهون أعباء الحياة، ومنغصات مساكن الإيجار التي عصفت باحدهم دخوله السجن في مديونيات.
المسن توجه على الفور لأبناء شقيقته؛ وذلك لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والنكفل بإخراج شقيقهم من السجن بدفع مديونياته.
في حين لم ينقطع تواجد الأسر السودانية عن منزل المتوفاة ورعاية يتيمها، بل سارعوا في إنهاء إجراءات دفنها في مكة المكرمة بعد علمهم بصعوبة وصول ذويها مبكرا من خلال التواصل معهم هاتفيا، واستمر عطاء العوائل السودانية بإقامة العزاء، وتقبل المعزين، حتى وصول ذويها في اليوم الأخير للعزاء، وعودتهم لوطنهم وبرفقتهم ابنهم اليتيم.
القصة التي احتضنت فصولها حي الملاوي بمكة المكرمة تركت أثرا طيبا في نفوس أهالي الحي قاطبة وتساءلوا عن سر اندثار مثل هذه الحميميات، والتي لا تشهد إلا بين قله من أبناء الشعوب الإسلامية، ومن بينها الشعب السوداني الذي عرف عنه حرص أبنائه على التواصل الاجتماعي، وتقديم المساعدات بالرغم من بساطة معيشتهم.