• ×

04:21 صباحًا , الجمعة 24 شوال 1445 / 3 مايو 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


البيئة أم الانظمة والقوانين؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 عاصم خالد عبدالفتاح
عاصم خالد عبدالفتاح

سافرت إلى مدينة ينبع، وقضيت (في الهيئة الملكية) قرابة سبعة أشهر بسبب دراستي الجامعية. لقد أعجبت كثيراً بتنظيم المدينة، وترتيب شوارعها وأبنيتها ونظافتها، ولكم قضيت وقتاً ممتعاً على شواطئها أتنفس هواءها وأستمتع بالمشي في كورنيشها. ومما لفت انتباهي صرامة وقوة الأنظمة فيها وتكاتف جميع أجهزتها في سبيل أمنها ورعايتها واستقرارها، فلا تكاد ترى مظاهر الفوضوية إلا قليلا. و بعد فترة من التأمل تبادر الى ذهني تساؤل : ما الذي جعل هذه المدينة مثالاً وأنموذجاً رائعاً ؟ أهو توفر البيئة الجيدة وحدها ؟ أم أنه وجود النظام الصارم ؟ وهل البيئة لها أثر على سلوكيات الأفراد أم هل الأنظمة و القوانين أشد أثراً ؟
فرحت أبحث عن إجابة لتلك التساؤلات، فبالنظر في أثر البيئة على سلوكيات البشر سنجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين أفعال الإنسان والمكان والبيئة التي يسكن، فالبيئة هي الحيز الذي يعيش فيه الإنسان مؤثراً فيه و متأثراً به، والبيئة تتمثل في أمور مختلفة، فعلى سبيل المثال الناس من حولنا عموماً يشكلون جزءا من البيئة، والوالدين و العائلة خصوصاً، قال - صلى الله عليه وسلم - (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .....) وأيضا مظاهر الطبيعة تشكل جزءاً من البيئة، فالإنسان يتأثر ويكتسب طبع من حوله، فأهل السهول طباعهم سهلة ولينة، وأهل الجبال طباعهم صلبة وقاسية . وكذلك تتمثل البيئة في المسكن الذي يسكن فيه الانسان وطريقة نشأته وتربيته، ففي قصة الشاعر علي بن الجهم دليل على ذلك، فعندما قدم إلى بغداد و كان شاعراً بدوياً صحراوياً، مدح الخليفة المتوكل بأبيات معروفة أظهر فيها خشونة اللفظ، فأمر له الخليفة بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان حسن، فاستدعاه بعد مدة حتى أنشد أبيات في الغزل فقال المتوكل : (لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة ) . وهنا يؤكد علماء النفس أن الإنسان يتأثر بجميع العناصر البيئية المحيطة به فيتأثر بها حيث تنعكس إيجاباً أو سلباً على نموه العقلي والاجتماعي والجسدي و...الخ , ولذلك يبرز أثر البيئة المهم.
أما النظر في مسألة الأنظمة والقوانين وتحديداً في تأثيرها على الأفراد، سنجد أن لها أثراً كبيراً في حفظ الحقوق و الحد من الفوضوية، والانتهاكات التي قد تكون جزءاً من فطرة البشر . فالله سبحانه وتعالى قد شرع الإسلام وما قبله من الأديان، ووضع الحدود والأوامر والنواهي لتهذيب الإنسانية والبشرية . والإنسان بطبعه يميل الى تجسيد بعض القوانين حتى تستقيم حياته، فتجسيد أنظمة المرور مثال على ذلك، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
ويبقى السؤال : هل البيئة تستحوذ على أثر سلوكيات الأفراد أم هل الأنظمة والقوانين أشد أثراً ؟ والجواب في وجهة نظري : هو أن كلاهما مهم وكلاهما يمتلك التأثير ومرتبط ببعضه. إن العلاقة بين البيئة و الأنظمة والقوانين هي (علاقة تكامل)، فما نقص من البيئة سيكمله النظام، وما نقص من النظام ستكمله البيئة، فانعدام أحدهما هو انعدام علاقة التكامل، فلا تتوقع حينما توفر ( بيئة غير ملائمة ) كالطرق غير الممهدة لقائدي السيارات أنك ستجد التزاما تاماً بالنظام ففاقد الشيء لا يعطيه .
وأحب أن أوجه كلامي الى المسؤولين و مديري الأعمال و مديري المدارس والمعلمين والآباء والأمهات إلى ضرورة تطبيق هذه العلاقة مع المجتمع و الموظفين والطلاب و الأبناء، حتى نحقق أثراً مرجواً وملحوظاً في سبيل ما نصبو اليه من تحسين وتطوير، والله الموفق .


 1  0  1477
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    05-20-1437 11:55 مساءً وائل :
    التكامل دائماً يعطي الصورة الصحيحة
    مقال رائع يلحق بسابقية وينتظر القادم
    مزيداً من التقدم والإبداع لك أخي عاصم
    بإذن الله وتوفيقه
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:21 صباحًا الجمعة 24 شوال 1445 / 3 مايو 2024.