عندما يظلم العامل أو الموظف عنوة، وبكل قصد وتقصد داخل منظمته العملية عامة ومن أمام زملائه خاصة، و بأي صورة أو شكل أو بأي سبب من الأسباب، كـ ظلمه مثلا في عمله بكافة الوسائل ومختلف الأحوال، أو ظلمه بالتقييم السنوي، أو ظلمه في عدم أخذ حقه المشروع في الترقية أو في تحسين مسمى وظيفته وأسوة ببقية زملائه .. الخ، ليقوم بعد ذلك برفع شكوته المشروعة ابتداء من أصغر مسئول لديه وانتهاء إلى أعلى قمة في منظمته العملية، كـ مبينا وموضحا لهم عن مدى مشكلته ومعاناته وأيضا ظلمه الذي أدى إلى قهره، والذي قد نتج عنه انخفاضا حادا في إنتاجيته وكذلك من تردي مستواه العملي، ثم لا يجد بعد ذلك كله أي تجاوب منهم أو إنصاف في حل مشكلته، بل على العكس ليتم تعليق مظلمته وتحويرها لتكون مقلوبة عليه، ومن ثم التلاعب بها وبتأخيرها وعرقلتها وأيضا بالتظليل والرقص عليها، وذلك من قبل البعض ممن كانوا سببا رئيسيا في ذلك أي (الظالم المتسبب في ظلمه)، وبحكم عمله وسلطته التي قد استغلها وأساء لها بظلمه على هذا الموظف أو ذاك سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعليه .. فماذا عله ينتظر هذا الظالم كردة فعل سواء منه أو من أي مظلوم آخر؟ وكذلك السؤال موجه أيضا إلى بقية المسئولين في هذه المنظمة العملية، كالحامين والمؤيدين لهذا الظالم، فماذا علكم تنتظرون منه بعد ذلك؟ خاصة وإن لم يجد منكم هذا المظلوم أي تجاوب أوحل أو إنصاف، لتكون ردة فعله النهائية بأن يقوم وكحل أخير بالفضح والتشهير لهذا المسئول أو ذاك، كي يصور أفعاله وأخطائه وكل تجاوزاته وكذلك عن منظمته العملية المملوءة بالكثير من المشاكل والكثير من الأخطاء والتجاوزات، والتي لم تكن حقيقة إلا دليلا قاطعا على إدانتهم، ليتم نشرها بشتى الوسائل وتنوعها، وعبر مختلف وسائل التقنية الحديثة، كمواقع التواصل الاجتماعي أو كموقع اليوتيوب .. إلخ، ثم يأتي تعليقكم حول ردة فعله تلك أيا ومهما كانت بأنها لم تكن إلا خاطئة أو مغلوطة أو مسيئة .. الخ، رغم أنها لم تكن لتمثلكم مباشرة رغم صحتها، إلا أن أسلوبه الذي أتبعه لم يكن بتاتا في حسبانكم، بل كان مفاجئة صادمة لكم، وكونه قد كان بالأمس بحسب شهادتكم عنه بنعم الموظف المثالي الخلوق والمطيع لكم، بعكس اليوم .. فقد تغيرت نظرتكم وشهادتكم عنه بحسب تغير حالته من جراء ظلمه الذي قد حوله إلى إنسان آخر، فبدل جلده الجميل بجلد جديد يملأه حب الفضح والتشهير بكم، وهذا لم يكن إلا بسببكم، فانتم من جعلتموه هكذا، وبدلتم حاله اليوم كي يرده لكم، وأن يملأ قلوبكم الخوف، وعقولكم بالتفكير المستمر، إلا أنكم لم تفكروا بتاتا بنصر وعدالة المولى عز وجل حينما يرفع هذا المظلوم يديه إلى السماء في ليلة ظلماء كداعيا عليكم بأن يجعل ظلمه وقهره في أنفسكم أو ربما في أهاليكم أو أبنائكم، وأن يستجيب لدعائه الخالق المعبود القوي الجبار، فيذيقكم الهم والغم والألم والقهر، وكذلك بأروع أنواع العذاب والمعاناة في دنياكم من جراء بطشكم وظلمكم، وأيضا كذبكم ووعودكم التي مازلتم تخلفوها حتى أصبحت كآيات بينات على نفاقكم، وكمقابل عنما قد جرعتموه لهذا المظلوم بالأمس ليكون اليوم من نصيبكم أو ربما في الغد، ولهذا .. فلتعلموا جميعا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا دعوة المظلوم حيث يقول الله تعالىوعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)، وأيضا اجتنبوا قهر الرجال لأن الظلم مر ومن أَمَر الأشياء الظلم والقهر، كأن يواجهك شخص ويقهرك ويظلمك بشيء واضح لك كالعيان، ولكنك مقهور لا تستطيع أن تتصرف تجاهه، وفي الختام .. فإنني أدعوا الله عز وجل بأن يجعلنا وإياكم أيها القراء من المكثرين في قول هذا الدعاء الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كان يدعو بها بـ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).
سامي أبودش