• ×

01:19 صباحًا , الجمعة 24 شوال 1445 / 3 مايو 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


الرجل الوطواط

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم / متعب بن محمد

يتجنب كتّاب المنطق أو الرأي أحيانا أو بالأصح وكي لا أقع في إثم التعميم البعض منهم وأنا من هذا البعض طرح كتاباته حينما يشعر أنه كتبها تحت ضغط العاطفة أو في مرحلة من تلك المراحل من حياته التي تغلب فيها عاطفته على منطقه وعقلانيته.

لا خشية منه في الوقوع بالخطأ فحتى الرأي قابل للصواب والخطأ وإن إعتقد الكاتب في رأيه أنه لامس المنطق فقد يختلف منطقه ونظرته للأمور عن كل قارئ لما يكتب فالقاريئ والكاتب في نهاية المطاف وجهان لعملة واحدة الا وهي الرأي والرأي الآخر وكلا الرأيان في دائرة المنطق صواب لصاحبه.

إلا أن خشية الكتابة تحت وطء العاطفة منبعه خشية إظهار بعض الضعف أو الحاجة من جهة وكذلك تجنب تفاسير وآراء منطقية وعقلانية لأصحابها تجاه سرد عاطفي من جهة أخرى.

وخصوصا للكاتب الرجل وأخص أكثر للكاتب الرجل الشرقي.

حسنا في حقيقة الأمر إن ما ذكرته لا ينطبق على الكاتب فقط بل كان كل ما سبق مجرد مدخل لفحوى ما أود طرحه والإفصاح عنه ألا وهو أن الرجل الشرقي وهو ما أعنيه يخشى دائما الظهور علنا في ملامح عاطفية امام الملأ.

انه ذاك الثوب الذي وجدنا أنفسنا نرتديه بالوراثة ولا نعرف من خاطه اصلا وكيف خاطه ولمن خاطه، انه ثوب فريد من نوعه ثوب يلائم بقياسه كل ذكر شرقي.

لا أعرف جزما إن كان هذا الثوب يسترني فأرتديه وأخيطه لإبني من بعدي أم انه ستار يخفيني فأنزعه عني لأظهر كما أنا.

إن إرتداء هذا الثوب يرتبط بالغالب بأمور عاطفية كالعشق والفراق والخيانة والغيرة والضعف والانكسار والقهر وغيرها مما قد تؤدي بهذا الرجل الحديدي أن يخسر جزء من رجولته قد تصل لا سمح الله الى حد الشكوى في حضن أم أو على كتف زوجه أو حتى في لحظة مناجاة مع صديق.

قد يكون أقرب وصف لهذا الثوب أنه كأزياء الرجال الخارقون في أفلام هوليوود وقصص الأبطال كزي "الرجل الوطواط" مثلا إلا أن الفرق الوحيد بينهما أن الأول يرتدي زيه لإنقاذ الأخرين حين يحيط بهم الخطر أما الآخر فيرتدي ثوبه لإنقاذ نفسه مما يعتقد أنه خطر على رجولته.

نعم قد أكون ممن يرتدون هذا الثوب ربما مكرها في غالب الأحيان إلا أني أعترف بارتدائه، أحاول جاهدا خلعه قد أنجح وقد أفشل ولكن ما أنا على يقين به أني لن أخيطه لإبني.

فاعلم يا ولدي الحبيب إن قرأت يوما هذه المقالة أنه لأن تكون إنسانا في زمن نفتقد فيه للإنسانية خير لرجولتك ألف مرة من أن تكون وطواطا في كهف الوطاويط.

فأنا وأنت وكل الرجال في نهاية المطاف بشر ولسنا أبطالا خارقين و وجود مثل هؤلاء في أرض الواقع ليس إلا خرافة وضرب من الجنون.

فإن وجدت في حالات عاطفتك حضن يحويك أو كتف يحتويك أو صديق ينصت لك فإياك إياك أن ترتدي ذاك الثوب الذي يسلبك حقك في ان تكون إنسان.


بواسطة : متعب بن محمد
 0  0  1109
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:19 صباحًا الجمعة 24 شوال 1445 / 3 مايو 2024.