بقلم الكاتبة: نداء حمزة
(ما أبي اسمع رجاوي ما أبي اسمع حلوف) رددتها موظفة استقبال لمستشفى و أمامها امرأة تعانقها آلام المخاض.
حكت لي هذي المرأة و قد مر على هذا الموقف أكثر من ٢٠ عام و مازالت تذكر حجم الألم الذي اعتلى صدرها كل ما مرت هذي الكلمات على مسامعها.
لا أعلم هل كانت تعنيها أم أنها طُربت بها محض صدفة و لكن ما أعلمه أن رُب كلمة عابرة مقصودة أو غير مقصودة تبني لها بيوت داخل صدر من تلقاها.
و على النقيض تمامًا حكت لي أخرى أنها في صباح يوم يحمل بين جنبيه اختبار لمادة ليست بالهينة، و آثار التوتر والقلق بادية على ملامح وجهها قابلتها طالبة لا تعرفها و لا تربطهما أي صلة فدعت لها بالتوفيق والتيسير بشكل عابر غير متكلف، قالت لي أن هذي الطالبة بدعوتها العابرة قد أزالت عني كل توتر وقلق اعتلى كاهلي و كل ما مر هذا الموقف بذاكرتها دعت لها بكل صدق و حب.
كلمات عابرة لم يعيرها ملقيها أي اهتمام قد تستطيع بقدرته تعالى أن تغير حياة بأكملها فلنتريث ولنراقب ألسنتنا فهناك قلوب تتفطر من وقع ما تلفظه ألسنتنا.
هي لا تريد أن تسمع "الرجاوي" و أتمنى أن لا تكونوا مثلها لأني أرجو منكم أن تبلغوا أو تقوموا بالدعاء لكل شخص أسعدكم أو غير ما بداخلكم بكلمات عابرة مقصودة كانت أو العكس.