أمي ,, أريد سرولا وفنيلة ..

أمي أريد سروالا و فنيلة حتى أكون مثل أبي في المنزل .. فما كان رد الام لن تكون مثله فأنت ابني ..
هذه الكلمات التي عبر بها الطفل عن مبتغاه وما يريد لبسه في المنزل وهو لم يتجاوز لسادسة من عمره وهو يقفز في ممر أمه طرقت مسامعي وأنا في احدى الأسواق , يريد التعود بتلك العادة والتي رأى والده عليها في لبسه وقريبا ما سوف يقلد الابن طريقة والده في أكله وشربه وطريقة كلامه وجلوسه حتى في احترامه للآخرين ستنعكس من شخصية والده .
وقد وجدت دراسة علمية أن الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة سريعي التأثر بالبيئة المحيطة والتي يشكل الأبوين 90% منها والعشرة الباقية للبيئة الأكثر اتساعا من جيران واقارب ووسائل للإعلام وخاصة الافلام والمسلسلات , وقد تمحورت الدراسة التي شارك بها 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنّ السنتين والسادسة من العمر على مراقبة الأطفال في مشترياتهم التسويقية بإنشاء متجر خاص بالدراسة ووضع فيه الحلوى والدمى وغيرها من حاجيات الطفل وتزويد السجائر والكحول وقد بلغت نسبة شراء الأطفال السجائر والكحول الـ60% وهي نسبة لما يشاهده الأطفال من عادات والديهم , وان صارت هذه الدراسة عندنا وخصصت للملابس ربما كانت السراويل والفنايل هي الأكثر مبيعا فقد أصبحت هي الزي الرسمي في البيوت , لن تنقض إلا إذا حصلت ثورة حقيقية في الفكر والاعتقاد , فلا أتخيل أن الزوج يهدي زوجته بعضا من الورود أو هدية وهو مخشوش في رداء السروال و الفنيلة, أو يقوم بدور الموجه والقائد في المنزل وهو يرتدي السروال والفنيلة وهي ما تسمى بالملابس الداخلية , فإن دل هذا دل على بداية للتقشف والعري الفكري , وكأن المجتمع يتجاهل قول النبي عليه الصلاة والسلام - إن الله جميلا يحب الجمال وأن الاعتناء والاهتمام بالمظهر سمة من سمات الاسلام وأدب حقيقي واجب التعامل معه .