لنذهب وسط المدينة في ليل أسود
في متاهات هذا الوجود الكئيب
حيث يمشي فيها الكل أسير الخطى
في زوايا الليالي السوداء
في الأحياء ووسط الأرجاء
حيث صوت الضجيج و الصراخ
هائزا بالدعاء
يا شام ٱستيقظي من ذاك السبات
فصوت الضحايا يعلو بالرجاء
حيث الدمار يعلوكاللواء
أين هو ذاك الخليل و النعمان
نحن نحتسي كأس المرار
و نرجو بالدعاء
إليك يا مدينة الموتى
يا غارقة بالدماء
لما صار وجه المدينة كئيب
الأصوات فيها أصبحت كالغبار
أين هي تلك الأسوار العلياء؟
قلت لهم يا أصدقاء
لنواسيهم وسط المدينة الهيجاء
عبرت عنها بين الأحياء
وصرت لا أدري شيء عن الأحياء
فالقبور أصبحت عارية
و المدينة خالية
كأنها مرت عبر كل العصور
لم تغفو سوى سويعات
كأني عن الدار غريب
حملت لها كأسا مليئا بالعطاء
و ٱنهمرت الدموع بالدعاء
تنقشع الأحزان من أعينهم
أين هو ذاك اللواء؟
وكأن الزمن يشدني إلى الوراء
أين هو ذاك الأسد؟
أين هو ذاك الوغد؟
المدينة أصبحت قبور
إليك أنت أينما كنت ؟
فتيان هم كالأسود
همة هي سوف تبقى في العلى
فٱقضي يا صاحب القضاء
في تلك المدينة الهيجاء