• ×

02:49 صباحًا , السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


ضغوط العمل وأساليب التغلب عليها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

لكي تسير عربة العمل والإنتاج لنمو المجتمع، وأيضا لكي يحافظ الكائن الإنساني العامل على خصوصيته الإنسانية بمناخ من الرضا والسعادة لابد أن نستنبط أدوات ذهنية وفكرية جديدة، ووسائل إدارية لكي يستطيع الإنسان أن يتكيف مع ضغوط العمل، ويحافظ في نفس الوقت على روحه وجوهره الإنساني, ونحاول هنا تقديم بعض المهارات التي تجعل ضغوط العمل أقل، لكي يتمكن المرء من خلالها من حماية جوهره الإنساني من الأذى بحيث لا يتحول إلى مجرد عجلة في آلة العمل, وفي عصرنا الراهن نرى أن أغلب النظريات التي تتعامل مع العمل ومشاكله تتعامل معها وفق أولوية تصب مباشرة في مصلحة زيادة الإنتاج ورب العمل، وهي بذلك إن كانت ترضي مطامح القوي, فإنها ترتكبخطأين جوهريين: الأول أنها تتنكر لما يكابده العامل من قسوة وانعدام حيلة أمام آلة العمل الضخمة،والخطأ المعرفي الثاني أنها إن لم تلتفت إلى مصلحة العامل فإنها بذلك تحجب نصف الحقيقة التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج على حساب إنسانية العامل, فالإنسان يواجه أثناء عمله عقبات ومشاكل وصعوبات مختلفة وكلها تؤثر على أدائه في عمله سواء أكانت أعمالا بسيطة أم كبيرة وتختلف هذه الضغوط من إنسان إلى آخر وهذا يعود لطبيعة جسم الإنسان من حيث التحمل وتعود أيضا إلى مدى إيمان الإنسان بالله سبحانه وتعالى وبالقضاء وبالقدر وأيضا مدى ثقافة وخبرة الإنسان.

تعرف الضغوط بأنها عدم التوافق بين متطلبات الحياة وبين الموارد والإمكانيات المتاحة, وأما المقصود بضغوط العمل فتعرف بأنها استجابة متكيفة لموقف أو ظرف خارجي ينتج عن انحراف جسماني أو نفساني أو سلوكي لأفراد المنظمة, ويلاحظ أن لضغوط العمل أثرا جسمانيا فسيولوجيا أو نفسانيا كالقلق أو سلوكيا يتمثل في كيفية قيام الفرد بمواجهة مسببات الضغط,وتعرف أيضا بأنها الأعباء أو المواقف التي يتعرض لها الموظف أو العامل المهني في عمله, وبالتالي فإنضغوط العمل تتضمن ثلاث مكونات أساسية هي:
1.المثير: وهي الأسباب المؤدية لردود الأفعال.
2.الاستجابة: وهي ردود الفعل الناتجة.
3.التفاعل: وهو حدوث أفعال أو تصرفات أو سلوكيات.

أسباب ضغوط العمل: قد تنشأ ضغوط العمل من عدة الأسباب، حتى أنه يمكن القول بأن أي شي داخل العمل قد يكون مصدراً أو سببا لضغوط العمل، وهناك الكثير من الأسباب الموجودة في العمل أو البيئة المحيطة المؤدية لضغوط العمل منها ما يلي:
1.صعوبة العمل: لا شك أن صعوبة العمل من أهم الأسباب المفضية لضغوط العمل لدى الفرد نتيجة لعدم المعرفة الجيدة لدى العامل بالعمل المكلف به، أو لعدم فهمه لجوانب العمل المختلفة، مما يحدث لديه عدم التوازن, وقد ترجع صعوبة العمل أحياناً إلى زيادة حجم العمل عن نطاق الوقت المخصص لأدائه، أو أكبر من قدرات العامل أو الموظف.
2.مشاكل الخضوع للسلطة: تتميز المنظمات بوجود هيكل متدرج من السلطة الرسمية، وفق التسلسل الإداري لكل جهة، فكل رئيس يمارس نفوذه وسلطته على مرؤوسيه، ويختلف المرؤوسين في قبولهم لنفوذ وسلطة الرؤساء وعادة ما يطلب أو يلزم المرؤوسين بالامتثال لسلطة الرؤساء، وهذا ما يؤدي إلى الشعور بالتوتر لدى البعض.
3.عدم توافق شخصية العامل مع متطلبات التنظيم: تميل المنظمات إلى أن تأخذ الشكلالبيروقراطي المتقيد بإجراءات ولوائح رسمية، والمعتمد على نظم إشراف متشددة، والتي لا تأخذ في الحسبان الاعتبارات الشخصية، ويتعارض ذلك عادة مع رغبة العاملين فيالتصرف بحرية، وكذلك مع حاجتهم للنمو وتأكيد الذات، ويلقي هذا التعارض بضلاله على نفسية العاملين مما يولد ضغوطاً نفسية.
4.التنافس على الموارد: ينظر دائماً إلىالموارد على أنها نادرة أو محدودة، وتتنافس الأقسام والإدارات والأفراد في الحصول على أكبر قدر من هذه الموارد، ويتطلب ذلك اللجوء إلى المساومة والمناورة، وهي أمور قد تؤدي إلى الشعور بالضغط النفسي.
5.صراع الأدوار: يلعب الفرد عدة أدوار، أي أنهيقوم بمحاولة مقابلة التوقعات المختلفة التي يراها وتتوقعها الأطراف المختلفة منه، وأحياناً تكون هذه الأدوار متعارضة مع طلبات وتوقعات الرؤساء المختلفين لمرؤوس واحد، ولو أضفت إلى هذا رغبة المرؤوس أن يلتزم بمعايير الجماعة، ورغبته في تحقيق طموحاته الشخصية فإن الأمر يزداد تعقيداً ويزيد هذا الوضع من الضغط النفسي.
6.عدم وضوح العمل والأدوار: ويعني هذا عدم تأكد الفرد من تعريف واختصاصات عمله ويؤدي هذا إلى عدم تأكد الفرد من توقعات الآخرين عنه فيما يجب عمله أو ما يجب أن يؤديه أو التصرفات الواجب أن يسلكها، مما يؤدي إلى شعور الفرد بعدم سيطرته على عمله وسيزيد من الشعور بالضغط النفسي.
7.اختلال ظروف العمل المادية: إن اختلالظروف العمل المادية من إضاءة وحرارة ورطوبة وتهوية وضوضاء وترتيب مكان العمل وغيرها من الظروف يمكن أن تؤدي إلى شعور الفرد بعدم الراحة في مكان العمل، ويترتب على هذا الوضع زيادة الشعور بالتوتر والضغوط النفسية.
8.اختلال العلاقة الشخصية: يتطلب أداء العمل ضرورة إقامة العلاقات الشخصية بين القائمين عليه، إلا أن بعض الأطراف قد يسئ استغلال هذه العلاقة، مما يترتب عليه إلى تميز هذه العلاقة بالعدوانية، أو الصراعات، أو وجود مناورات سياسية ترهق أحد أطراف العلاقة، كما قد تؤدي سوء العلاقة إلى الإساءة إلى الحرية الشخصية أو عدم الحفاظ على سرية المعلومات الشخصية.
9.الأحداث الشخصية: يتعرض الفرد من آن إلى آخر إلى أحداث شخصية في حياته، تمثل مقداراً مهما في إثارة الضغط النفسي، ومن بينها فقد الزوج أو الزوجة حيث تمثل هذه الحالة أعلى الأحداث في هذا الجانب، يليها أحداث الطلاق، والإصابة، أو المرض الخطير، الإحالة إلى التقاعد، والزواج، والحمل، والتغيير في المسؤولية الوظيفية، والمشاكل مع رئيس الوحدة، والإجازات والأعياد، إن هذه الأحداث مجملة تسبب من التوتر مما يؤثر على أداء هذا الفرد.
10.تأثير شخصية الفرد: تختلف شخصيةالأفراد فمنها شخصيات حيوية وحادة في طباعها تتميز بالرغبة في العمل الدءوبوالتسابق مع الزمن، ونجد أصحاب هذه الشخصية يحاولون البحث عن إمكانية تطويرأعمالهم، مما يعرضهم إلى درجات عالية من التوتر والضغط النفسي.

أنواع ضغوط العمل: يمكن تصنيف ضغوط العملإلى نوعين أساسيين، وهما الضغوط الخارجية والضغوط الداخلية, يندرج تحت كل منها عدد من المتغيرات التي يمثل كل منها سببًا من أسباب ضغوط العمل للعاملينوهي كالتالي:
1.الضغوط الداخلية: وهي الضغوط التي تتكون بسبب انفعالات واحتباس للحالة النفسية وعدم قدرة الفرد على البوح بها وكبتها مع ضعف المقاومة الداخلية.
2.الضغوط الخارجية: وهي الضغوط التي تتكون بسبب مواجهة صعوبات في التعامل مع المحيط الخارجي, ومنها عدم تناسب عدد ساعات العمل مع طاقة الموظف وظروفه, عدم تناسب كمية العمل أو نوعيته وقدرات الموظف,عدم تناسب كمية العمل وعدد الموظفين, عدم تعاون الموظفين, ضغط الرئيس أو رب العمل على الموظف, عدم توفير الوسائل والتسهيلات التي تنهي العمل بمجهود ووقت اقل.

أساليب التعامل مع ضغوط العمل: تنقسم استراتيجيات التعامل مع ضغوط العمل إلى قسمين وهما على مستوى الفرد نفسه, وعلى مستوى المنظمة, وهي كالتالي:

أولا: أساليب التعامل مع ضغوط العمل على المستوى الفردي: يقصد باستراتيجيات التعامل على المستوى الفردي تلك الأساليب الشخصية التي يمكن للفرد بنفسه أن يتبعها للتخفيف عن نفسه من حدة ضغوط العمل الواقعة عليه، وأهم تلك الاستراتيجيات ما يلي:
1.لا تستغرق في الهموم, خذ موقفا: بعض الناس ضحايا أنفسهم إنهم دائمو القلقوالانشغال، وإذا لم يكن هناك مشكلة، بحثوا عن شيء يشغلهم ويغرقون في الهموم, هؤلاء يجب أن يتوقفوا عن الانشغال بلا داع ويبدؤوا العمل, من الطبيعي أن تهتم لكن الإسراف في الهم والانشغال لن يحل مشاكلك، إذا كنت تستطيع حل مشكلة فلا تتردد، وإذا لم تستطع فلا تدر حولها، وتشكو همك بلا طائل.
2.رتب نفسك ضع أولويات: لكل إنسان طاقة معينة للتعامل مع الضغوط والصراعاتوالإحباط مع الحفاظ على التوازن في حدود السيطرة، ومن يتجاوز حدود هذه الطاقة يعرض نفسه للبلى والتمزق السريع, إذا تعرضت لضغوط متعددة في وقت ما وشعرت بأن الأمور خرجت عن السيطرة فلا تستسلم ورتب نفسك,ضع أولوياتك الأهم فالمهم، وسجلها ثم تعامل معها بالترتيب، وفي كل مرة تنهى عملا اشطبه من القائمة, وهكذا سوف تستعيد السيطرة تشعر بالرضا والاطمئنان والتطور وتشفى من الإحساس بوطأة الضغوط, عند وضع الأولويات لا تنس احتياجاتك الشخصية وأهدافك، وكن على رأس القائمة ثم يلي ذلك الآخرون في الأسرة والعمل والمجتمع حسب ترتيبك الخاص ومدى أهميتهم, لا تضيع وقتك في أمور لا أهمية لها، وأحفظ طاقتك للأمور الهامة فقط.
3.استمتع بالأشياء الصغيرة في حياتك:النجاحات الكبيرة في الحياة قليلة وبعيدة غالبا، فلماذا نظل في حالة طوارئ بانتظار هذا القلق البعيد؟.. هناك أشياء بسيطة وصغيرة في حياتنا تستحق أن تشعر معها بالفوز والرضا والسعادة ولكن غالبا ما نتجاهلها لأننا مشغولون بالأشياء الكبيرة بعيدة المنال، وقد ننتبه لها فجأة إذا شعرنا بأنها ستضيع منا، وقد يحدث ذلك بعد فوات الأوان.
4.لا تغال في نقدك, اعدل مع نفسك والآخرين: أيا كان النقد موجها لنفسك أو الآخرين خذ الأمور ببساطة ولا تغضب, لا تلم نفسك كثيرا, إن "نقد الذات" فضيلة لكن إذا تجاوز الحد أصبح نوعا من عقاب الذات وهذا يقلل من الشعور بتقدير واحترام الذات, تجنب المغالاة وتوقع أن لا تنجح في تحقيق كل ما تريد حتى لا تحبط وتشعر بالذنب والعار إذا فشلت, ومثلما تعامل نفسك (بعدل ورحمة) عامل الآخرين أيضا, لا تغال في توجيه النقد للآخرين عندما يفشلون في تحقيق ما ترجوه منهم، وتشعر بالخيبة والغضب والإحباط, لأنك قد تكون متوقعا ما هو أكثر من قدراتهم وإمكانياتهم (لا أحد كامل.. الكمال لله وحده).
5.لا تلعب دور البطل, لا تحاول أن تكون "سوبرمان": نحن بشر، ولكل منا حدود, هذه الحقيقة لا يجب أن تغيب عن أذهاننا, وحتى لا تقع ضحية لضغوط العمل لا تحمل نفسك فوق طاقتها وتلعب دور البطل، لا تحاول أن تفعل كل شيء لكل الناس وتلبى كل ما يطلب منك دون تفكير، تجنب الوعود الكثيرة والالتزامات الكثيرة والمواعيد المتلاحقة, قرر ما يمكنك عمله حسب أهميته لك وحدد الوقت المطلوب لأنشطتك في العمل، ولا تحاول أن تتجاوزها حتى لا تضطرب, قل "لا" عندما يطلب منك شيء فوق طاقتك.
6.خذ راحة, وعد أكثر لياقة: فكر في نفسك كشخص متوازن يستطيع أداء الأعمال الشاقة كما يستطيع أن ينعم بالراحة والاسترخاء أيضا, لا تتفاخر بأنك تعمل كثيرا ولا تحتاج للراحة, مصيبة وكارثة محدقة بك وحتما سوف تنهار, المسألة مجرد وقت "الراحة ترياق فعال للضغوط الجسمية والنفسية".
7.الزمن يداوى الجروح, فتعلم الصبر:نحن معرضون لأحداث الحياة الؤلمة, وأحيانا يبدو أن الكرب لن ينتهي أبدا, لكن الحقيقة التي لا شك فيها أن لكل شيء نهاية وإذا لم يعالج الزمن كل الجروح، فعلى الأقل سوف يساعد على التئامها، ومع الوقت سوف تتحول الآلام إلى ذكرى بلا مشاعر ملتهبة، ولا تنس أن المعدن الطيب تصهره المحن.
8.تحدث مع الآخرين, شاورهم في الأمر:الإنسان كائن اجتماعي، ولا أحد يستطيع أن يعيش وحده في هذا العالم, كل منا في حاجة للآخرين، ولا يحتاج الأمر سوى أن تمتد أيدينا وقلوبنا, إذا ساءت الظروف وتكالبت عليك الأوجاع، تحدث إلى الآخرين ممن تثق فيهم وتعرف أنهم لن يستخدموا ما تبوح به ضدك أو يأخذوا دور القاضي الصارم, تحدث إلى زوجتك، والديك، صديقك الحميم.
9.تجنب تعاطي الأدوية بلا داع طبي, لا تهرب: في عالمنا المعاصر انتشر استخدام المهدئات والمسكنات المنومات دون استشارة الطبيب علاوة على التدخين بشراهة, للتخفيف من حدة التوتر الذي أصبح سمة غالبة في هذا العالم لكن ذلك ليس هو الحل بالقطع بل مشكلة جديدة تضف إلى مشاكلنا وتحول ضغوط الحياة الطبيعية إلى حالة مرضية ضارة, إنه وسيلة هروب غير صحية على الإطلاق.
10.حسن مهارتك في العمل: أخطر ضغوط الحياة التي تواجهنا هي تحديات العمل وتطوراته المتلاحقة وجو المنافسة وما يصاحبه من مشاكل العلاقات الإنسانية, لن يجدي أن تأخذ موقفا دافعيا للحفاظ على مكانك وسط جو المنافسة الحامي بنفس الإمكانيات والمهارات والمعلومات القديمة, الحل الأنسب هو تطوير معلوماتك التقنية وزيادة خبراتك العملية واكتساب مهارات جديدة، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الإنسانية في العمل، فلا أحد يعملوحده بل نحن أعضاء في فريق العمل, وفريقنا أحد فرق منطقة العمل.
11.استخدم طريقة "غرفة انعدام الضغط" لا تخلط المسائل: لكل مكان ضغوطه وصراعاته وإحباطاته، فلا تخلطها معا أينما ذهبت, اترك مشاكل الأسرة في البيت ومشاكل العمل في موقع العمل، وإلا فسوف تكون المشاكل مضاعفة ولن تعرف من أين يبدأ الحل إلا بعد فصلها.
12.انظر إلى الجانب الإيجابي للأمور, لا تقع ضحية التفكير السلبي: الإدراك يلعب دورا هاما في تسوية ضغوط العمل، واتجاهك النفسي نحو هذه الضغوط يحدد بقدر كبير تأثيرها عليك، هناك من يمرض ويسقط ضحية لضغوط العمل، وهناك من يزدادقوة وصحة ويصبح أكثر نضجا وحكمة, الفارق بينهما هو أن الأول لا يرى إلا الجانب السلبي، والثاني يركز على الجانب الإيجابي لضغوط العمل.
13.احتفظ بروح الدعابة ولا تضيعها, أنت حاجة إليها: الدعابة والضحك مخرج طبيعي من ضغوط الحياة الكثيرة وهي متاحة لمن يطلبها, لقد تأكد أن الدعابة و(النكتة) لأوقات قليلة في اليوم لها تأثير رائع وقائي وشاف من الضغوط والصراعات والإحباطات، وعندما يضحك الناس أو يبتسمون يذهب التوتر والألم,ويسود جو من الراحة والتفاؤل ليس على مستوى الأفراد بل الشعوب أيضا, "التفاؤل" ينتقل للآخرين مثل العدوى، فابتسم.. ابتسم.. ابتسم إن هذا سوف يساعدك ويساعد الآخرين أيضا.
14.الراحة والانغماس: إن الحصول على فترات راحة مناسبة في شكل إجازة من العمل، مع ضرورة عدم التفكير في مشكلات العمل وطرحها جانباً يعتبر من الاستراتيجيات المناسبة للتخفيف من حدة ضغوط العمل، وعادة ما تزداد فاعلية هذه الإستراتيجية إذا ما عمد الفرد إلى أن ينغمس خلال فترة الراحة في ممارسة بعض التمارين الرياضية كالجري أو المشي أو ممارسة بعض الهوايات كالصيد أو الرسم أو التصوير، حيث تأخذ هذه الأنشطة الشخص بعيداً عن جو العمل وضغوطه، بل وتزيد من مقاومته لها خلال الفترات التالية لفترات الراحة والانغماس.
15.المساندة الاجتماعية: ويتحقق ذلك متى ما نجح الشخص في أن يقيم دائرة من علاقات الصداقة الحميمة مع غيره من الأفراد الذي يشعرون بالارتياح لهم ويثق في نفس الوقت في اتزانهم وصحة حكمهم على الأمور، فعن طريق مثل هذه الدائرة من الصداقات يقوم الفرد بتجاذب أطراف الحديث عن تلك الضغوط أو ما يسمى بعملية التنفيس عن النفس، ويرى علماء الصحة النفسية أن مجرد التنفيس يشعر الفرد بالراحة النفسية ويستمد من ذلك مقدرة على تحمل تلك الضغوط بشكل أكثر صلابة مستقبلاً.
16.التأمل ومراجعة النفس: ويتحقق ذلك عن طريق الاسترخاء والتأمل في مصادر تلك الضغوط ومسبباتها وعمل تقييم هادئ موضوعي لمدى سلامة أو عدم سلامة موقفه في التأمل مع تلك الضغوط بشرط أن يكون هذا التأمل والتقييم بمثابة مراجعة وحساب للنفس في لحظة وموضوعية دونما انفعالات، وقد تكشف هذه المراجعة في بعض الأحوال عن الخطأ في التعامل مع تلك الضغوط أو في تضخيمها إلى ما هو أكبر من حجمها الحقيقي، الأمر الذي يكسب الفرد مزيداً من الصلابة في التعامل مع تلك الضغوط.
17.العلاج الروحي: ويتلخص العلاج الروحي في مواجهة ضغوط العمل بالاتجاه للخالق سبحانه وتعالى، فالصلاة تضفي على النفس هدوء وسكينه، والدعاء إلى المولى عز وجل يخفف عن الإنسان الكثير مما يشعر به من ضغوط ويزيده قوة وإصراراً على تحمل تلك الضغوط والتعامل معها بايجابية.
18.فرص العمل البديلة: تستخدم هذه الإستراتيجية في الحالات التي يعتقد فيها الفرد أن ضغوط العمل الواقعة عليه قد تعدت حد الأمان، وأنها تقترب به من نقطة الخطر، في ذات الوقت الذي لم تفلح أي من الاستراتيجيات السابقة في التعامل معها، ومن ثم فإن ترك العمل والبحث عن فرص عمل أخرى بديلة تصبح إحدى الاستراتيجيات المناسبة في هذه الحالة للتخلص من الضغط وتغيير الموقف بكامله.

ثانيا: أساليب التعامل مع ضغوط العمل على مستوى المنظمة
تجدر الإشارة إلى أن أي استراتيجيات للتعامل مع مشكلة ضغوط العمل تصبح في واقع الأمر مضيعة للوقت والجهد ما لم يكن لدى إدارة المنظمة إدراك وفهم كامل، وأن مشكلة ضغوط العمل هي إحدى المشكلات الأساسية، وأن حل تلك المشكلة يقع بالدرجة الأولى على كاهلها وليس على كاهل الأفراد العاملين بالمنظمة، ومن ثم فإن الإدارة الواعية عليها أن تتعرف على أهم المصادر المسببة للضغط في محيط العمل، وبالتالي تتبنى مجموعة من الإجراءات الإيجابية المناسبة لإزالة تلك المصادر أو على الأقل التخفيف من حدتها، ومن أهم هذه الاستراتيجيات التي يمكن لإدارة المنظمة إتباعها في هذا المجال ما يلي:
1.تطوير نظم الاختيار والتعيين: عادة ما يكون اهتمام نظم الاختيار والتعيين المستخدمة في الغالبية العظمى من المنظمات بقياس قدرات معينة تضمن اختيار أفراد لديهم القدرة على القيام بالعمل المطلوب وتحمل مسؤولياته وأعبائه من الناحية الكمية بكفاءة، دونما اهتمام مماثل بقياس مدى قدرة ذلك الفرد على تحمل الضغوط الناجمة عن ذلك العمل، ومن ثم فإن نظم الاختيار والتعيين يلزم تطويرها بحيث تضمن مقاييس يمكن من خلالها ضمان اختيار أفراد لديهم القدرة على التعامل مع ضغوط العمل المتولدة عن الوظيفة محل الاختيار أو التعيين.
2.برامج مساعدة العاملين: تعنى هذه الإستراتيجية بمساعدة العاملين في التغلب على ضغوط العمل عن طريق توفير خدمات طبية وعلاجية لهم وتقديم النصح والمشورة والإجراءات الوقائية المناسبة عن طريق فريق متكامل من الأطباء والأخصائيين النفسيين.
3.إعادة تصميم الوظيفة: فإنه إذا ما أمكن للمنظمة أن تحدد مجموعة من الوظائف التي يتضح بأن العاملين بها يعانون من ضغوط عمل مرتفعة، فإن إعادة تصميم تلك الوظائف تصبح إستراتيجية مناسبة في هذه الحالة، وبالطبع فإن الهدف من إعادة تصميم الوظيفة سوف يختلف طبقاً لظروف وملابسات كل موقف على حدة، فقد يكون الهدف من إعادة التصميم هو تخفيف أعباء الوظيفة في الحالات التي يكون فيها ضغط العمل ناجم عن عبء العمل، وقد يكون هدف إعادة التصميم هو إثراء الوظيفة لزيادة الشعور بالمسؤولية أو إزكاء روح التحدي إذا ما كان مصدر الضغط نقص أو قصور في أحد الجوانب السابقة، وقد يكون هدف إعادة التصميم هو خلق حالة من التعاون الجماعي والمشاركة عن طريق أداء الوظيفة بالتناوب للتغلب على الشعور بالعزلة وهكذا.
4.نظم تدريب متطورة: إن تدريب الموظف على الأمور المتصلة بمهام وظيفته، يؤدي تلقائياً إلى زيادة كفاءة أدائه وبالتالي تخفيف ضغوط العمل، فإن تلك البرامج التدريبية تركز بشكل خاص على تنمية قدرات الفرد في التعامل مع مشكلات العمل وإكسابه المعارف والمهارات اللازمة في كيفية التعامل مع الغير، وكيفية التصرف في المواقف المختلفة بالشكل المناسب، وعادة ما يشارك في إعداد وتنفيذ تلك البرامج أخصائيون في هذا المجال، ويكون التدريب في شكل حلقات نقاش وتمثيل أدوار ومباريات إدارية، وما شابه ذلك من أساليب لزيادة قدرات الأفراد في التعامل مع الضغوط.
5.نظم الحوافز وتقييم الأداء: إن إحساس الفرد بأن أداءه محل تقييم موضوعي عادل من المنظمة التي ينتمي إليها، وأن هذا التقييم يترجم في شكل نظم مناسبة للثواب والعقاب، فإن جانباً لا يستهان به من المصادر المسببة لضغوط العمل في كثير من المنظمات يكون قد تم حصرها، وتتقلص بالتالي ضغوط العمل إلى حد كبير، ومن ثم فإن إعادة فحص نظم الحوافز وتقييم الأداء على فترات دورية مناسبة للتأكد من تحقيق هذه النظم ما تقدم يعتبرإستراتيجية مناسبة.
6.نظم وقنوات الاتصال: إن توافر نظم اتصالات فعالة ذات اتجاهين بالمنظمة يتيح للإدارة التعرف على المصادر المسببة لضغوط العمل، ويشعر العاملون بالمنظمة أن شكاويهم تصل إلى أعلى مستوى، ويؤكد أن دورهم في المشاركة في عملية صنع القرار هو حقيقة ملموسة، الأمر الذي يسهم في النهاية في عملية التخفيف من ضغوط العمل.
7.الأنشطة الاجتماعية: الحفلات والرحلات التي تنظمها المنظمة تكون بمثابة فرصة طيبة لزيادة روابط الصلة والتعارف والتفاهم بين العاملين في المنظمة، وإزالة ما قد تولده احتكاكات العمل اليومية من ضغوط في جو من الألفة بعيداً عن رسميات جو العمل.


 2  0  14798
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    08-01-1435 10:02 صباحًا د.خميس الكليبي :
    مقال جميل د.خميس ويبقى أن الضغوط الخارجية هي
    اﻷصعب في السيطرة عليها بينما الضغوط الداخلية على الرغم من صعوبتها
    تبقى هي الضغوط التي يمكن السيطرة عليها ﻷنها بين جوانحنا وقريبة إلينا
    وسيكون الجانب الروحي صاحب السيطرة اﻷقوى في مثل هذه
    الضغوط وما أحوجنا إليه في خضم معركة الحياة هذه .
  • #2
    08-01-1435 10:06 صباحًا أبوهادي :
    مقالة جميلة للدكتور خميس الكندي
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:49 صباحًا السبت 18 شوال 1445 / 27 أبريل 2024.