في زمن مبهم كثرت فيه المتغيرات أصبحنا نسيء إلى أنفسنا فيه أولا
ونحمل البؤس على أكتافنا لينعم غيرنا .. لطخنا جدار الدين النقي بسواد تلك التنازلات
في اغلب مجالسنا نغلق أفواهنا ونطأطئ برؤوسنا موافقين على حماقات بعضنا ، لا نمتلك الجراءة الكافية لنبدي رأينا
نخشى العزلة إن عارضنا شهوات غيرنا ورغباتهم النتنة ، فترمقنا تلك النظرات من كل صوب وحدب
لا نجادل الأساتذة على تراهاتهم ، نبيح لأصدقائنا ذنوبهم ونرتكبها معهم ، نكيلهم بالثناء والمديح زوراً خشية فقدانهم وانقطاع منافعهم ، وكأن الأرض لا تحمل سواهم ، كالقطعان نذهب أينما ذهبوا و نحل أينما حلوا .
نجامل على حساب سعادتنا و ديننا ومصالحنا ، نقول عنهم من الحسن ما ليس فيهم ، تتشقق شفاهنا من عرض تلك الابتسامة الزائفة ، فنظهر المحبة والتبجيل ، ونبطن نقيضهما ، نغني كذباً ونرقص من سخفنا .
( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) النساء : ١٣٥
ولت تلك الأيام التي كان فيها يحق الحق ولا تنطق الألسن إلا صدقاً،
رضي الله عن سلفنا الصالح وعن عمر بن الخطاب الذي قال غداة خلافته : " إن رأيتم فيّ اعوجاجا ، فقوموه " ، فيسمع من يقول له في شجاعة وحزم : " والله لو نعلم فيك اعوجاجاً ، لقوّٓمناه بسيوفنا " ، ثم لا يُغضب ذلك عمر ، فيقول : " الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يُقوِّم عمر بسيفه ".
فيا من أنت بحياتي " أنا لا أجاملك إذا أنا اصنع منك إنساناً حقيقياً " أحبه
وشريحة كبيرة من المجتمع
وينافي معاني ديننا الحنيف التي تدعو الى
الصدق
والايجابية
ولكن علينا أن نكون شجعان
ونواجه أنفسنا بأنٌ :
ما وصف ف المقال لا يمكننا تزييف مسمّاه بمصطلح
(المجاملة)
وهو ف الحقيقة لا يعدو أن يكون
اسمه( كذب ونفاق)
دوافع صاحبه مصدرها
الأنانية
والسلبية
وانعدام الهدف النبيل
بينما المفترض أن يكون دافع (المجاملة)
حسن الخلق
واللطف في معاملة الآخرين وتجميل اسلوب النقد الهادف النبيل