أتوجه بالتهنئة لجميع أصحاب المعالي الوزراء بهذه الثقة الملكية وهذا التكليف العظيم وتحمل عاتق حقائب وزارية من شأنها إدارة أمور هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية حفظها الله.
يتعاقب على هذا المنصب القيادي عدة أشخاص وتتجدد الدماء في هذه المناصب التي تحتاج إلى حكمة وفكر ونشاط مستمر، و جرت العادة بأن كل وزير جديد يجلب معه تغييرات جديدة في بعض قيادات الوزارة التي يتولاها من وكلاء ومدراء عموم وذلك إما لتجديد الدماء أو لعدم اقتناعه بطرق إدارة من كان قبله.
ودائما نواجه حل المشكلات والتقصير بتغيير القيادات القديمة الموجودة وكأن في ذلك الحل الشافي و ننسى أن تغيير شخص أمضى خمس أو عشرة سنوات في منصبه ليس بمعضلة أكبر من أنظمة وسياسات كتبت منذ عشرات السنين ولم تتغير بما يتوافق مع التغييرات التي تطرأ على كل جوانب الحياة.
إن كل الأنظمة الوضعية بحاجة إلى إعادة التقييم والتعديل عليها لتتوافق والمتغيرات المحيطة بها، فالحل لمشكلات كثيرة يواجهها المواطن في الجهات الحكومية يكمن في وجود أنظمة أكل عليها الدهر وشرب.
إن من أنجح الحلول في وضع أنظمة جديدة أو تقييم أنظمة قديمة و مدى فعاليتها هو فتح المجال للمستخدم لهذه الأنظمة و هو المواطن في المشاركة في ملتقيات حوارية مفتوحة بين المسئول والمواطن لنقاش إيجابيات وسلبيات الأنظمة، لتتناسب مع هذا المواطن الذي وضعت لخدمته لا لأجل تعقيده وتعطليه.
فلابد لهذه الأنظمة من أن تجدد شبابها وتستعيد لياقتها لتحقق الغاية و الهدف الأسمى التي وضعته القيادة الرشيدة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وجملته الشهيرة التي قالها للوزراء ذات مرة: (أريدكم أن تعاملوا المواطنين كما تعاملوني)
فأي بلاغة اختصرها والدنا في جملة واحدة أبان فيها أهمية المواطن و راحته وحقوقه
.