نعم أنا معلمة وكوني كذلك فهناك سؤال يتبادر إلى ذهني دوما ، هل التدريس مهنة كسائر المهن يراد منها تحقيق دخل مناسب ؟ أم أن التدريس رسالة سامية تهتم ليس فقط بالبناء المعرفي والفكري للإنسان وإنما التوجيه النفسي والتربوي والسلوكي له ؟
إليكم قصتي .. منذ أن كنت صغيرة وأنا أحلم أن أكون معلمة يوما ما ، كنت أرى أنموذجا رائعا في معلمتي ، إخلاص وتفاني منقطع النظير ، لم تكن معلمة فقط ، كانت أماً وأختاً وصديقةً وموجهة ومربية ، زرعت فيني بطريقة مباشرة وغير مباشرة حب هذه المهنة ، أعتذر لكم .. لقد خانني التعبير إنها ليست مهنة ، بل رسالة .. نعم رسالة ، فمن حصتني من الأفكار المسمومة التي ترد إلينا من هنا وهناك ؟ من علمتني آداب الكلام والمحادثة والمنطق ؟ من علمتني احترام الكبير ؟ من علمتني التواضع وعدم التكبر على الآخرين ؟ من غرست في نفسي حب الوطن والدفاع عنه ؟ من ومن ومن !! إنها معلمتي .. صاحبة الرسالة .
إنني أشعر بكثير من الاعتزاز والفخر لانتمائي إلى مهنة هي أشرف المهن ، وصناعة هي أكرم الصناعات ، لاسيما وأنها رسالة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام ... نعم أنا الآن معلمة .
ومن واقع تجربة فقد يجد البعض التدريس وتوصيل المعلومة ونقل الآخرين من مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم مهمة رائعة وعمل ممتع في ذاته فيسعى لتطوير نفسه والارتقاء بها ، يلتحق بالبرامج التدريبية ويستفيد من خبرات الآخرين بكل وسائل التواصل المتاحة ، بينما نجد البعض الآخر يفتقد لمهارات توصيل المعلومة والقدرة على الإلقاء والنزول لمستوى المتلقي لتبسيط المعلومات ونقلها بصورة مبسطة والأعجب أن هذا البعض مع علمه بحاجته للتطوير فإنه لم يبرح مكانه فهو كما هو منذ أن أصبح معلما في يومه الأول .. وهنا الفرق بين من يحمل الرسالة ومن يؤدي مجرد وظيفة .



بقلم المعلمة / عفاف أحمد الكليب