انقشعت غيمة الاحتفاء بيوم المرأة ، و تجلت تغاليف المعاني المصطنعة في مواقع التواصل ، وعاد الكل يمارس طبيعته معها ، وكالعادة عادت المعمعات الفكرية ، و الذبذبات الا واعية ، تلك التي تنضخ بالأوعية الممتلئة بالازدواجية ، فبعد ان تحولت الصفحات من اجل يوم المرأة الى مبادرات ، وانتفضت العقول التي تخالف نفسها ، عادت المياه الرجعية آلى مجاريها وصرخ المعلقون على شماعة الذكورية بصوت واحد عودو آلى حيث كُنتُم ،،، لا أعمم طبعا ،، فيوم واحد في العام لا يكفي لكي يفهم العالم من هي المرأة ، فالامر يحتاج لمناهج و دروس ودورات لتفهم المرأة قبل الرجل قيمتها الحقيقية ،، يوم واحد يحتفي به النساء حسب التصنيف الدولي له ، وهو اليوم الثامن من شهر مارس ، والذي يسمى بيوم المرأة العالمي وهذا كان من عقد اول مؤتمر للاتحاد النسائي الديموقراطي عام ١٩٤٥ م ، لا علينا من هذا التاريخ ولا من المنطلق لكن المنطق يقول بان تقدير الأشياء يجب ان يكون لها وقت مخصص و قدر مخصص ليس بالكلام بل بالافعال ، لقد سمعنا كثيرا ان المرأة درة مصونة وجوهرة ثمينة وملكة وحلوى وفاكهة ، كائن رقيق جدا ، ضعيفة و ناقصة العقل ، هشة ، عظيمة ، قوية ، غبية ، صاحبة الكيد وصاحبة العاطفة ،، كلها قد تكون متضادات لكن الجميع يؤمن بان كل جزء مما ذكر هو يشكل جزء من شخصية المرأة حسب المكان و الظروف حسب البيئة و المعيشة ، لكن ليس كل النساء ملكات لكن كلهن جواهر فمنهن من جعلتهن الحياة يستسلمن لظروفها فتنسى الجواهر الثمينة و تنسى الدرر وتبقى جوهريتها في العطاء ، ومنهن من أخذتهم مشاغل الحياة ليعملن تحت ضغوط كبيرة و العمل تحت وطأة الآخرين في ظل الذل و الإهانة، منهن من تقف ليلا طويلا ترعى المرضى ومنهن تسافر مسافات بعيدة لتخدم غيرها من اجل لقمة العيش ، منهن من ترعى اَهلها وزوجها وتعمل من أجلهم ، تحمل الالم و تضع الالم و تربي بالالم فتسهر و تطمح للغد ، حينها لا تكون المرأة الا ملكة تضع تاجا من الهموم،، ملكة لا تعرف الثياب النفيسة و لا لها السيارات الفخمة ولا تجلس في قصر فخم من حولها الخدم و الحشم ،، لذلك ليس كل النساء ملكات ،،،،لأن بعضهن ملائكة .