بقلم : عبد العزيز بن عبد الله القرني



يُذكر أنه كان هناك شخصاً يهُمُّ بتغيير العالم ، فقرر أن يقوم أمام الناس ويحدّث بما في داخله ، فقام بكل حماسة وشجاعة وأصبح يحدث هنا وهناك !!
لكن كانت ردة الفعل غير المؤملة والمتوقعة ، حيث أنه لم يلتفت له أحد ، وظل يتحدّث ويتحدّث ولكن بلا فائدة ..
فقرر أن يغيّر مجتمعه ( الذي حوله ) لعل الحاجة والمطلب تخرج من قلبه إلى أفئدتهم مباشرة فهم أقرب ، فأخذ يتحّدث في هذا الجمع وهذا الجمع لكن بنفس النتيجة ..
أخذت خيبة الأمل مجراها ووجدت سبيلها في نفسه ، لكن إصراره وعزمه في التغيير لم ينته بعد ، فقرر أن يغير من هم أقرب من ذلك !!
قرر تغيير أهل بيته .. فأخذ يتحدّث مع هذا ويمسك بِيَدِ تلك ويهمس في أذن ذاك .. فكانت النتيجة !! نفس النتائج السابقة !!
أخذه اليأس والحزن وظل وحيداً ، يفكر بأنه لا يوجد من يأبه به .. لكن نيران التغيير لا تزال في صدره ..
فقرر أن يعيد حساباته من جديد .. فرجع إلى نفسه وأخذ سجل أعماله .. فوجد شيئًا عجيبا ! ما لم يكن بالحسبان ! وجد أن ما كان يقوم به كان خطأً فادحاً .. إذ تلك الآفة التي شكى منها قد كان له نصيب منها ..
فقرر أن يغير نفسه .. فوجد نفسه مطاوعة له ..فغيرها !!
ثم بدأ بتغيير أهله وإذ بالنتيجة تزداد تحسنا .. فغير أهله .. ثم بدأ هو ومن معه بتغيير مجتمعهم وبيئتهم .. وإذ بالتحسن يزداد مرة بعد مرة ..
فأخذ مجتمعه يبثون التغيير في العالم .. حتى كان لصاحبنا ما يريد !! كيف ذلك ؟ هل كان سحرا ؟ أم معجزة ؟ كلا ..
كل ذلك كان بعد إصلاح النفس .. فإن أصلحت نفسك جاء بعدها ما تريد تبعا لها .. فالتغيير الداخلي هو الأساس في كل إصلاح ..
(( فمن المستحيل .. أن تخرج لنا ثمرة طيبة ببذرة فاسدة .. ))