محمد السنان

انتشرت في وسائل الإعلام مؤخرة حادثة تعفن جثة طفلة بأحد مستشفيات منطقة مكة المكرمة، لن أخوض في تفاصيل القضية و التي تناولتها وسائل الإعلام السعودية في الأيام الماضية، وكان من تبعاتها إعفاء مدير المستشفى وبعض المسؤولين بالمستشفى على خلفية هذه القضية، وبعد سنوات قدموها لخدمة الصحة و المرضى، تم تقدير خدمتهم بتحميلهم مسؤولية الخطأ أمام المجتمع، هذا الخطأ الذي يتحمله من هو أكبر منهم لعدة تساؤلات سأطرحها و أترك التفكير للقارئ الكريم.
١- لماذا تم إعفاء مدير المستشفى وهو في إجازته السنوية أثناء حدوث القضية و هناك من ينوب عنه؟!!
٢- لماذا لم يتم إصلاح ثلاجة الموتى في المستشفى وهي معطلة منذ فترة ؟!!
٣- هل هناك نظام واضح لتسليم واستلام الحالات المرضية بين الفرق الطبية ؟!!
٤- هل خالف أحد الذين تم إعفائهم من المسؤولين الأنظمة المتبعة في الوزارة أم أن الأنظمة غير كاملة ؟!!
كل هذه التساؤلات وغيرها تبقى محل استفهام و تعجب لدى الكثير ممن قرأ الخبر، ولم تجد جواباً واضحاً إلى الآن.

من السذاجة محاولة ارضاء العامة بإعفاء مدير مستشفى بسبب خطأ حدث أثناء إجازته بوجود من ينوب عنه رسمياً ..
فالتعاطي مع كل شكوى بالعاطفة بعيد عن العقلانية أكبر خطأ تقع فيه الصحة الآن ، فسلسلة الإعفاءات التي تتم حاليا تحت صبغة الحزم ما هي إلا محاولة لتقديم كبش فداء لكل قضية تبرز أمام العامة وولاة الأمر، إن ما يحتاجه العامة الآن هو الشفافية و تصحيح الأنظمة التي أدت إلى هذه الأخطاء المتكررة، *و ليس إعفاءات جماعية، مدير مستشفى الملك فيصل بمكة كان بإجازته السنوية و هناك من يدير المستشفى بالنيابة عنه وهذا ما غاب عن تصريحات الشؤون الصحية بمكة للصحف والاعلام، يجب على وزارة الصحة البحث عن العلاج المناسب للأخطاء المتكررة، ولن تستطيع إيجاد العلاج دون معرفة المرض، فالوزارة بحاجة إلى التشخيص الصحيح لمرضها للتمكن من علاجه، فيكفي ما تم استئصاله من كفاءات وقيادات و خبرات، ولنبحث عن الداء الحقيقي لعلاجه، فإن لم تستطع وزارة الصحة علاج مرضها فكيف ستعالج الآخرين ؟!!

كلمة حق كان لابد من قولها..
*
محمد السنان - جدة*
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@