في ظل انتشار الانفلونزا الموسمية في هذه الأشهر من السنة، فقد انطلقت حملات التطعيم الوقائي في كآفة أنحاء المملكة في جميع مستشفيات ومراكز وزارة الصحة، وأيضاً انتشرت هذه الحملات في الأماكن العامة كالمجمعات والمدارس، والهدف منها مواجهة فايروس الانفلونزا الموسمية بالوقاية قبل الإصابة به، ومن سبل الوقاية أيضاً غير التطعيمات هو اتباع الإرشادات العامة التي نجدها في جميع المنشآت الصحية و المنشورات، على سبيل المثال الاهتمام بغسل اليدين بالماء و الصابون، وتجنب الاتصال المباشر بالمصابين وترك مسافة متر تقريبا كفاصل، والاهتمام بالنظام الصحي المتوازن و الإكثار من شرب السوائل، والكثير من الإرشادات التي لست في خضم الحديث عنها، ولكن لابد من عدم التساهل في أخذ التطعيمات الوقائية واتباع هذه الإرشادات، و التي يمكن الحصول عليها من المواقع الصحية المختلفة، فالانفلونزا الموسمية من السهل القضاء عليها بالوعي الصحي لدى الفرد والمجتمع كآفة، وعندما نقي أنفسنا من الانفلونزا الموسمية فنحن نقي أنفسنا بالتالي من باقي أنواع الانفلونزا ( انفلونزا الخنازير، انفلونزا الطيور، وفايروس كورونا ) لتشابه طرق الانتقال و العدوى بها تقريبا.
عند الإصابة بفايروس الانفلونزا وأعراضه *( الزكام - ارتفاع الحرارة - الصداع - ألم العضلات وغيرها من الأعراض) *
فعليك الإسراع في مراجعة الطبيب وعدم إنتظار تطور المرض، والأفضل هو زيارة أقرب مركز صحي والكشف لدى الطبيب وأخذ العلاج اللازم، وعند الحاجة إلى عناية أكبر سيقوم الطبيب في المركز الصحي بتحويلك إلى أقرب مستشفى، ومن الخطأ الذهاب للمستشفى دون المركز الصحي لعدة أسباب صحية وتنظيمية، فصحياً عند ذهابك للمستشفى ستنتظر لفترة أطول من المركز مما سيتعبك أكثر، ومن ناحية تنظيمية فعند ذهابك للمستشفى فوراً فأنت تزيد الضغط على أقسام الطوارئ، والتي خصصت لإستقبال الحالات الطارئة فعلياً كالحوادث و الكسور، والأزمات القلبية والحالات الحرجة بشكل عام، فتزاحمك مع مثل هذه الحالات يزيد من الضغط فيؤثر على الخدمة من حيث الجودة و السرعة، مما قد يؤثر بشكل كبير على إنقاذ بعض الحالات العاجلة.
فمن الضروري أن يعتاد الجميع على زيارة المراكز الصحية المنتشرة حول المملكة ، والتي تزيد عن ٢٢٠٠ مركز صحي، مجهزة لمعالجة الكثير من الأمراض المزمنة والموسمية، وذلك بجودة تفوق الطوارئ في المستشفيات، فكلنا هنا نتحمل المسؤولية للقضاء على الانفلونزا الموسمية بالطرق الأمثل، ونساهم في انقاذ حياة الآخرين عند إتباعنا للأنظمة و التعليمات.

محمد السنان - جدة*
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
5rbshatsinan@