• ×

10:42 مساءً , الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 / 14 مايو 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


فقـدان أب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 عبدالله بن أحمد بيه
عبدالله بن أحمد بيه

أحياناً يصعب على من اعتاد الكتابة أن يكتب سطراً ، خاصة إن اضطربت مشاعره ، مثله مثل الفصيح الذي يتلعثم عندما يعجز عن التعبير لأمرٍ قد أذهله .

اليوم وأنا أودع أعظم قلب وأرق خلد وأعذب فؤاد ، أغلى إنسان في حياتي ، مَن نهَلت منه أثمن المواعظ و أنفس الدروس وأطيب الخصال هو أبي ودٌ وصفاء ، نور وضياء .

مـاذا أقـولُ وهل كـلامي مُنصِفٌ ... في حــقِّ قُطـبٍ راســخٍ رَبَّـــاني لو قلـتُ دهـرًا ثم دهـرًا لـم أكُن ... أنصفـتُ مِنـه لــقاءَ مــا رَبَّـــاني أبتـي تَمَـزَّقًت القـلوبُ وقَطَّـعَت ... أوصـالَنا طــاحــونةُ الأشـــــجانِ وتَفَـرَّقَ الـشملُ اللفيفُ إذ اختفى ... نُـورُ الأُبُـوَّةِ في دُجى الأكـــفانِ

ظلمة ذاك الطريق الذي لا مشورة له فيه ، وعتمة ذاك الأمر الذي لا صلة له فيه ، أبي الذي ملأ حياتي بهاءً ونقاء ، بركة لدربي صباحاً ومساء ، لولا ربي ثم لولاه لما كنت أنا .

تخرج قبل بزوغ نور الفجر لتعود قبيل الليل لتنير لنا البيت بنور عطائك وسماحة وجهك ، الإيثار والحب والحنان ارتويناه منك ، والصدق والصبر والإيمان رأيناه فيك .

كنت نعم القدوة لأبنائك ولمن يعرفك ، سيفتقدك مصحفك الذي كنت تختمه كل أسبوع ، ستفتقدك سجادتك التي اعتادت وطأت قدميك كل ليلة ، سيشتاق لك موضع مصلاك خلف إمام مسجدنا ، وستشتاق لصوت أذانك آذان جيراننا .

رَجُـلٌ كِتـابُ اللهِ فـي جَـنَبَـاتِه ... ورَحيـبُ صَــدرِه فاضَ بالقــــرآنِ والخـيرُ مـنه يُـشِـعُّ دون مــشــقَّةٍ ... لِسُــؤالِه فتُـجيبكَ العيـــنانِ

لطالما كانت عيناي ترقب صلاتك ودعواتك وركوعك وسجودك لطالما كانت ترقب حركاتك وسكناتك ، لأكون أنا أنت وشتان شتان ، فمع كبر سنك ، واشتعال رأسك شيباً، إلا أنك مازلت تتلذذ بالصلاة والقيام والبر والصيام .

أذكرك عندما كنتَ عند الطبيب لم تكن بث شكوى مرضك عادية وكأنني أسمعها الآن : ( ما أقدرش أروح للمسجد ) ، فعلمت قدر حبك وتعظيمك للصلاة بل جماعةً أيضا ، ولن أنسى قدر رضاك عن مرضك و الكلمة التي كنت أسمعها كل لحظة ( الحمد لله .. الحمد لله ) ..

صحيح أبي أني سأفتقدك في كل حين ، فسأفتقدك في كل فرحة ، لن يباركها لي مثلك .. وسأفتقدك عند أيةِ أزمة ، فلن يخففها عني سواك .. وسأحن إليك عندما أرى إبناً يقبل أبيه .. وسأتألم إن سمعت أباً يدعو لإبنه ..

رَحَـلَ الـذي يَبـكي بِلا دَمـعٍ إذا سَمِعَ ... الأنيـنَ يجـولُ في وجــداني رَحَلَ الذي يَفـدي يُضَحِّي يَرتمي ... في النارِ إنْ وَجَعُ الـدنا أضـناني رَحَلَ الذي لا يَغـمَضُ الجفنً الكَليــلُ ... لـه إذا دَمَعَت أَسًى أجــفاني

لكن هذه الدنيا ليس لها دوام وكل من عليها فانٍ ، وما أملك سوى سؤال ربي السلوان و " مغفرةً لك ولأمي وأن يجمعنا سوياً في دار كرامته مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء "..

رُحماك ربِّي لـيس غـيرُك عاضِدي ... في مِحنتي بِمهامِهِ الأحـزانِ

*الأبيات مقتبسة

للتواصل مع الكاتب /
abo.saud12@hotmail.com
Twitter: @abojood0300


 0  0  969
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:42 مساءً الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 / 14 مايو 2024.