انتشار حجاج في أحياء جنوب جدة ينبئ عن مخالفين جدد

بث 
بينما أصبحت فترة انقضاء مهلة تصحيح الأوضاع للعمالة المخالفة قاب قوسين أو أدني، وتضاعف أعداد المراجعين على إدارة الوافدين بجوازات محافظة جدة للتصحيح انتشرت أعداد كبيرة من الحجاج بين أزقة أحياء جنوب محافظة جدة، حاملين حقائبهم وأمتعتهم على نحو يكشف عن نواياهم في البقاء كمخالفين جدد، ويكونوا زيادة في عبئ الإقامة الغير نظامية دون أي تواجد يذكر للجهات المعنية بهذه المناطق.
وكانت عكاظ اليوم، قد وقفت على توافد الكثير من الحجاج لاسيما الأفارقة والآسيويين على عدة أحياء أبرزها حي الثعالبة وحي غليل ومدائن الفهد، لقربها من ميناء جدة الإسلامي واكتظاظها بالعمالة النظامية والمخالفة على حد سواء، مما يزيد من فرصهم في العيش بين أبناء جلدتهم المتعاونين معهم قلباً وقالباً فيما تفر أعداد أخرى من الحجاج وتتوزع على أحياء أخرى بنسب متفاوتة كحي الكندرة والهنداوية والبلد والرويس وغيرها.
وقال محمد باوارث من سكان حي البلد: تعودنا بعد انتهاء الحج في كل عام على وجود أوجه جديدة وغير ناطقة بالعربية بيننا، حيث يتوافدون على هيئة جماعات وينتشرون في الأحياء بمساعدة ذويهم الذين يؤمنون لهم المأوى ويساعدونهم على إيجاد فرص عمل في أي مجال كتنظيف السيارات أو البيع الجائل، وبالفعل غالباً ماينجحون في البقاء والإقامة بشكل غير نظامي في غفلة من الجهات المسؤولة.
من جانبه قال ناصر الجدعاني من سكان حي الثعالبة: أتساءل عن كيفية تخلف هؤلاء عن شركات الحج التي تجلبهم بشكل نظامي من دولهم.. هل يفرون منها ويختبؤون لدى المتسترين عليهم داخل الأحياء أم أنها تتعاون معهم في البقاء بالمملكة بشكل غير نظامي، وأين دور وزارة الحج وإدارة الجوازات في هذا الجانبط. وأضاف: أنا من أقدم السكان بحي الثعالبة وأشهد الازدياد السنوي من العمالة المخالفة التي تفيض من حجاج كل عام لتنتشر لديهم مستغلة قدم هذه الأحياء وإهمال الجهات المسؤولة لها، لافتاً إلى أن معظم من يأتيهم من الأفارقة، والسودانيين وغالبيتهم يأتون ويغادرون عبر الميناء البحري.
خالد السيد من سكان حي الرويس وسط جدة يروي قصته مع أحد الحجاج الذين قصدوا الرويس للاختباء ومحاولة الإقامة به، يقول: قبل أيام وخلال عودتي من حفل زفاف أحد الأصدقاء لفت انتباهي رجل ضعيف البنية قصير ذو بشرة سوداء ويرتدي ثوبا أسود ويلف عمامة بيضاء على طريقة الطوارق في موريتانيا وغيرها من بلاد أفريقيا، ويمسك بيده مسبحة طويلة ويتجول بحارات الحي على نحو مريب وببطء لم يسبق لي أن رأيته بحياتي، فراعني منظره وحاولت تجاوزه بسرعه فلحق بي يناديني بلغة غير مفهومة حتى استوقفني فقلت له نعم ماذا تريد ؟ وهو يستمر بالحديث وكأنه يطلب مساعدتي في تأمين منزل أو أن أدله على أحد من الأفارقة بالحي، وأضاف السيد، أن هؤلاء يستغلون عدم متابعتهم من قبل أجهزة الدولة في ظل إمهال بعثات وشركات الحج في إعادة حجاجها حتى إشعار معين ومن ثم يبدؤون بالتحرك ولكن بعد فوات الأوان ومئات المتخلفين داخل الأحياء المختلفة، مطالباً بتغيير المنهجية في متابعة تفويج الحجاج إلى بلدانهم بعد انقضاء أيام الحج .
من جانبه ذكر المتحدث الرسمي بإدارة جوازات جدة المقدم محمد الحسين، أن المختص في هذا الجانب حالياً هو إدارة شؤون الحج والعمرة بالمديرية العامة للجوازات، حيث لديها دورياتها وإجراءاتها الرسمية في مواجهة جميع مايحدث من الحجاج حتى انتهاء المدة المجدولة لعودتهم ومن ثم يبدأ دور إدارة الجوازات بجدة في عملية ملاحقة المتخلفين وما إلى ذلك، لافتاً إلى أن هناك تنسيقا بين الإدارتين في هذا الجانب.
إلى ذلك نفى وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي بها حاتم قاضي، أن يكون بجدة حجاج يفرون للأحياء السكنية أويحاولون الهروب للإقامة الغير نظامية، خاصة وأن وزارة الحج تسيطر على عمليات تفويج الحجاج حتى عودتهم جميعا عبر رحلات الطيران أو عن طريق البحر عبر ميناء جدة الإسلامي بالنسبة للحجاج السودانيين تحديداً. وأضاف: ربما ماتم رصده هي أعداد للعمالة المخالفة من السابق وأن جوازات جميع الحجاج بحوزة الوزارة إلى حين مغادرتهم، وبذلك نضمن عدم تلاعب أو تخلف أي حاج، مشيراً إلى مغادرة أكثر من 300000 حاج إلى بلدانهم حتى الآن على متن 800 رحلة جوية، وأن عدد الحجاج المتبقين بمكة المكرمة حوالي 760000 حاج، سيتم تفويجهم خلال الفترة القادمة، فيما لايزال 150000حاج في زيارة للمدينة المنورة ولايوجد أي حاج بجدة.
يذكر أن إجمالي عدد المشتغلين الأجانب في المملكة بلغ نحو 5.9 مليون فرداً، بحسب مصلحة الإحصاءات العامة، فضلاً عن قرابة ثلاثة ملايين عامل متخلف عن أنظمة الإقامة والعمل قبل عمليات التصحيح