عبدالعزيز آل منسي
لا تريد النهوض من فراشك صباحا؟
كلنا كذلك, حتى إنني في كل يوم ألوم نفسي على عدم نومي مبكرا في الليلة التي تسبقها وأعد نفسي أنني لن أسهر مجدداً, وفي الليلة التي تليها أشعر أن الليل جميل ويجب ان أبقى مستيقظا لفترة أطول, وفي صبيحة اليوم التالي تحدث نفس المأساة.
نعم هذا يحدث لي أيضا!
عندما نستيقظ, نظل ممددين على السرير لمدة طويلة, ولربما عدنا لنأخذ غفوة سريعة قبل أن يعاود المنبه الرنين من جديد. كم هو مقيت, أليس كذلك؟
حسنا, بما أننا نكره الاستقاظ صباحا إلى هذا الحد, إذا لماذا نستيقظ؟؟ لماذا لا نظل على أسرّتنا الوارفة وننعم بأحلام جميلة ونستيقظ بعد ارتفاع الشمس وقد أخذنا كفايتنا من النوم؟
سأخبرك لماذا
هل سبق وأن ذهبت للتسوق مع أبنائك واستوقفهم محل ألعاب فأصروا أن تشتري لهم ألعابا جديدة من ذلك المحل؟ كيف كانت سعادتهم بها؟ ماذا لو كنت حقا تريد أن تشتري لهم ما يرغبون به ولكن ليس لديك ما يكفي من النقود؟
حسنا هل تتذكر تلك المرة التي اشتريت فيها هدية لزوجتك, ومدى سعادتها بها عندما فاجأتها؟ ماذا لو أنك في كل يوم تعود للمنزل خالي اليدين, هذا إن كنت غادرته من الأساس, مع العلم أنك فعلا ترغب في إسعادها بهدية بسيطة ولكن لا قدرة لك!
ماذا عن تلك الليلة التي مرض فيها ابنك الرضيع في منتصف الليل واضطررت للذهاب إلى أحد المستشفيات الخاصة حيث وجد الرعاية التي يحتاج؟
كل هذا يحتاج للمال! ولا مال يأتيك وأنت نائم في سريرك!
أنا لا أنظر إلى العمل بنظرة مادية بحته, فالعمل ليس لجني المال فقط. العمل هو أن تشغل يومك بما ينفع الآخرين ويعود عليك بالنفع. قد تكون مهمتك بسيطة, ولكنك تقدم شيئا وتجني مالا مقابله. فأنت تُفيد وتستفيد!
إذا كنت لا تتفق معي سأسلك سؤالا بسيطا جدا. كم يتقاضى موظف الاستقبال في الدوائر الحكومية مقابل ما يتقاضاه رئيس قسم أو حتى موظف إداري آخر؟ ربما لا تعرف, ولكنني أؤكد لك أنه يتقاضى المرتب الأقل بين الاثنين التاليين. حسنا, من المؤكد أنك مررت بتجربة سيئة مع أحد موظفي الاستقبال غليظي الطباع, وتمنيت أن يساعدك بالمعلومات التي تحتاج أو أن يهيئ لك الحجوزات التي تريد, ولكنك تركت ما أتيت لأجله بسبب عدم تعاونه وحدة نبرة صوته وغلظة طباعه. هو يتقاضى مرتباً, وأنت لا تجد خدمة! هو يستفيد والأخرون لا يستفيدون! هل أدركت مدى أهمية الجانب غير المادي في الوظيفة التي تشغلها؟
القاعدة هي أن تُفيد وتستفيد
أعود لأقول أن الرزق لا يأتيك وأنت نائم في سريرك يا صديقي, ولربما لولا استيقاظك صباحا للذهاب إلى عملك لما كان لديك سرير خاص بك من الأصل. وإذا كنت تقول أن هذا الكلام غير صحيح وأن مصروفك الشهري أو اليومي سيأتيك سواء أستيقظت للذهاب إلى كليتك أو جامعتك ام لم تستيقظ, سأقول لك أن كلامك صحيح مؤقتا, لأن هناك من يجتهد من أجلك, ولكن سيأتي اليوم الذي لن يكون ذلك الشخص موجودا.
هي معادلة بسيطة, اعمل تجد..
لا تندب حظك أثناء تدخينك للسيجارة التي تشعلها بعد استيقاظك في منتصف النهار! لو كنت مكانك لما فعلت, حتى لا أكون كسولا ووقحا في نفس الوقت!
إليك خلاصة القول:
نم مبكرا, واعمل بجد, وأسعد عائلتك, واستمتع بعطلة نهاية الأسبوع
مقال اكثر من رائع يصف لك الواقع كما هو بعيد عن الاحلام الوردية ويفتح نافدة الامل بشرط العمل والجد ..
إليك خلاصة القول:
نم مبكرا, واعمل بجد, وأسعد عائلتك, واستمتع بعطلة نهاية الأسبوع
® بارك الله فيك